.
الجزيرة نت-بغداد:الحقيقة-متابعة
حذر مسؤولان حكوميان في محافظة نينوى من تعرض قلعة "باشطابيا" أشهر قلاع الموصل للانهيار، وذلك إذا لم تتدخل الجهات المختصة لإنقاذها، خاصة بعدما بدأ جزء من القلعة في الانفصال عن جسدها.
وتقع قلعة باشطابيا على الشاطئ الأيمن لنهر دجلة إلى الشمال من ضريح الإمام يحيى بن محمد القاسم، وقد بناها الخليفة الأموي محمد بن مروان سنة 80 هجرية/669 ميلادية، وهي واحدة من بين سبع قلاع كانت ضمن سور الموصل وأصبحت آخر ما تبقى منه.
وقال دلدار الزيباري نائب رئيس مجلس محافظة نينوى للجزيرة نت إن القلعة وغيرها من المواقع التأريخية في المحافظة تعرضت للإهمال، ما أدى إلى تداعيات خطيرة تهدد بانهيارها.
ويضيف أن المجلس الحالي للمحافظة شرع منذ توليه المسؤولية العام الماضي في دراسة أوضاع المواقع الأثرية بالمحافظة ومنها قلعة باشطابيا التأريخية، وذلك بالتعاون مع عدد من المتخصصين في جامعة الموصل حول الطريقة المثلى لترميمها حيث استدعي خبراء وشركات متخصصة لتقييم الأوضاع.
ووفقا للزيباري تقرر أخيرا أن يقوم مجلس المحافظة بالتعاون مع الشركات الاستثمارية المتخصصة بصيانة القلعة التي تعد من المعالم التي ترمز إلى صمود وبطولات أبناء الموصل, وأوضح أنه سيتم العمل على تحويلها إلى منتجع سياحي وترفيهي.
من جانبه، أبدى علي محمود مدير إعلام محافظة نينوى تخوفه من انهيار وشيك للقلعة، وقال للجزيرة نت إن الإهمال الذي تعرضت له أدى إلى انفصال جزئي لأحد جوانبها، ما يهدد بسقوطه وانهيار القلعة، وأقر بوجود إهمال حكومي للمناطق الأثرية في عموم محافظة نينوى.
في الوقت نفسه كشف محمود عن زيارة وفد تركي لشركة متخصصة بصيانة الآثار، لغرض حصر الأضرار بالقلعة، كما قامت محافظة نينوى بإرسال وفد من المختصين بالآثار إلى عدد من المدن التركية للاطلاع على أعمال الصيانة التي تجري هناك للآثار التركية خاصة القلاع، وأعرب عن أمله بأن يبدأ ترميم قلعة باشطابيا في وقت لاحق.
ويعزو محمود أسباب الإهمال الذي تتعرض له آثار نينوى إلى الوضع الأمني المتدهور في المنطقة.
من جانبه، يرى أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الموصل د. أحمد جمعة أن قلعة باشطابيا ليست الوحيدة المهددة بالاندثار، "فقد حذرنا في السنوات الماضية من انهيار العديد من الرموز العمرانية والأثرية في الموصل، ومنها قلعة باشطابيا ومنارة الحدباء التي وصل عمرها إلى نحو 850 عاما، ومنارة جامع الزيواني (1781م).
ويضيف جمعة للجزيرة نت أن خطوة مجلس محافظة نينوى لترميم القلعة تأتي للحفاظ على ما تبقى منها، التي يعدها أهل الموصل رمزا للتصدي والصمود ضد الهجمات التي تعرضت لها مدينة الموصل على امتداد تاريخها الطويل.
وكان الصندوق الدولي للآثار العالمية قد حذر في تقرير نشر في أكتوبر/تشرين الأول الماضي من أن مدينة نينوى الأثرية هي من بين 12 موقعا أثريا عالميا على وشك الاختفاء، بسبب سوء الإدارة والإهمال من السلطات المحلية.
ودعا الصندوق الدولي المسؤولين في المحافظة إلى التعاطي مع ملف آثار نينوى إيجابيا، وأن تتم المعالجات وفق سياقات علمية وفنية من خلال استقدام شركات عالمية متخصصة بأعمال الصيانة، وعدم إحالة مشاريع ترميم الآثار إلى المقاولات المحلية التي لا تمتلك الخبرة.