بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد عبد الله ورسوله
صلاة وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم الدين
(( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ))
" عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس "
كنز عظيم من كنوز الخيرات
وباب واسع من أبواب المبرات
طالما غفل عنه المشمرون وتهاون به الجفاة البخيلون
بل ربما وصل الحال بكثير من المقتصدين
بل ومن السابقين إلى التقصير فيه
من الفوائد والثمرات الحاصلة بالصلاة على النبي امتثال أمر الله
سبحانه وتعالى ، وهي من أعظم الفوائد لأن الله أمرنا بالصلاة عليه في قوله :
(( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ))
منها موافقته سبحانه في الصلاة على النبي وإن اختلفت الصلاتان لأن الله يصلي عليه حيث ذكر ذلك في قوله :
(( إن الله وملائكته يصلون على النبي ))
منها موافقة ملائكته الكرام عليهم الصلاة والسلام في الصلاة على النبي ، ومنها حصول عشر صلوات من الله على من صلى عليه مرة واحدة .
منها أنه يرجى إجابة الدعاء إذا قدم الصلاة على النبي قبل الدعاء ، فهي ترفع الدعاء عند رب العالمين .
منها أنها أي الصلاة على النبي سبب لشفاعته إذا قرنها بسؤال الوسيلة له أو أفردها .
منها أنها سبب لغفران الذنوب .
منها أنها سبب لكفاية الله العبد ما أهمه .
منها أنها سبب لقرب العبد من النبي يوم القيامة .
منها أنها تقوم مقام الصدقة لذى العسرة .
منها أنها سبب لقضاء الحوائج .
أنها سبب لصلاة الله تعالى على المصلي وصلاة ملائكته عليه .
منها أنها زكاة للمصلي و تطهير له .
منها أنها سبب لتبشير العبد بالجنة قبل موته .
منها أنها سبب للنجاة من أهوال يوم القيامة .
منها أنها سبب لرد النبي على المصلي .
منها أنها سبب لتذكر العبد ما نسيه .
منها أنها سبب لطيب المجلس وأن لا يعود حسرة على أهليه يوم القيامة .
منها أنها سبب لنفي الفقر .
منها أنها تنفي عن العبد اسم البخيل إذا صلى عليه عند ذكر اسمه .
منها أنها ترمي صاحبها على طريق الجنة وتخطئ بتاركها عن طريقها .
منها أنها تنجي من نتن المجلس الذي لايذكر فيه الله ورسوله ويحمد ويثنى عليه فيه ويصلى على رسوله .
منها أنها سبب لتمام الكلام الذي ابتدأ بحمد الله والصلاة على رسوله .
منها أنها سبب لوفور نور العبد على الصراط .
منها أنها تخرج بها العبد عن الجفاء .
منها
أنها سبب لإبقاء الله سبحانه الثناء الحسن للمصلي عليه بين أهل السماء
والأرض لأن المصلي طالب من الله أن يثني على رسوله ويكرمه ويشرفه، والجزاء من جنس العمل ، فلابد أن يحصل للمصلي نوع من ذلك .
منها
أنها سبب للبركة في ذات المصلي وعمله وعمره وأسباب مصالحه لأن المصلي داع
ربه أن يبارك عليه وعلى آله صلى الله عليه وسلم وهذا الدعاء مستجاب ، والجزاء من جنسه .
منها أنها سبب لنيل رحمة الله له لأن الرحمة إما بمعنى الصلاة كما قال طائفة وإما من لوازمها وموجباتها على القول الصحيح ، فلابد للمصلي عليه من رحمة تناله .
منها أنها سبب لمحبته للرسول وزيادتها وتضاعفها ، وذلك عقد من عقود الإيمان الذي لايتم إلا به ، لأن العبد كلما أكثر من ذكر المحبوب واستحضاره في قلبه واستحضار محاسنه ومعانيه
الجالبة لحبه تضاعف حبه له وتزايد شوقه إليه واستولى على جميع قلبه ، وإذا أعرض عن ذكره وإحضاره وإحضار محاسنه في قلبه نقص حبه من قلبه ، ولاشيء أقر لعين المحب من رؤية
محبوبه ، ولا أقر لقلبه من ذكره واستحضار محاسنه ، فإذا قوي هذا في قلبه جرى على لسانه بمدحه والثناء عليه وذكر محاسنه وتكون زيادة ذلك ونقصانه بحسب زيادة الحب ونقصانه في قلبه ، والحس شاهد بذلك .
منها أن الصلاة عليه سبب بمحبته لهذا العبد المصلي فإنها إذا كانت سبباً لزيادة محبة المصلي عليه فكذلك هما سبب لمحبته هو للمصلي عليه .
منها
أنها سبب لهداية العبد وحياة قلبه فإنه كلما أكثر الصلاة عليه وذكره
استولت محبته على قلبه حتى لايبقى في قلبه معارض لشيء من أوامره ، ولا شك في شيء مما جاء به ، بل يصير ما جاء به مكتوباً مستوراً في قلبه ولازال يقرأه على تعاقب أحواله ويقتبس الهدى والصلاح وأنواع العلوم منه ، وكلما ازداد في ذلك بصيرة وقوة معرفة ازدادت صلاته عليه .
منها أنها سبب لعرض اسم المصلي عليه وذكره عنده .
منها أنها سبب لتثبيت القدم على الصراط والجواز عليه لحديث عبدالرحمن بن سمرة الذي رواه عنه سعيد بن المسيب في رؤيا النبي وفيه :
(( رأيت رجلاً من أمتي يزحف على الصراط ويحبو أحياناً ويتعلق أحياناً فجاءته صلاته علي فأقامته على قدميه وأنقذته )) .
إن الصلاة عليه أداء لأقل القليل من حقه مع أن الذي يستحقه لايحصى علماً ولاقدراً ولا إرادة
ولكن الله سبحانه لكرمه رضي من عباده باليسير من شكره وأداء حقه
منها أنها أي الصلاة على النبي متضمنة لذكر الله تعالى وشكره ومعرفة إنعامه على عبيده وإرساله ، فالمصلي عليه قد تضمنت صلاته عليه ذكر الله وذكر رسوله وسؤاله أن يجزيه بصلاته
عليه ما هو أهله كما عرفنا ربنا وأسماءه وصفاته وهدانا إلى طريقه ومرضاته وعرفنا مالنا بعد الوصول إليه والقدوم عليه ، فهي متضمنة لكل الإيمان بل هي متضمنة بالإقرار بوجوب الرب
المدعو وعلمه وسمعه وقدرته وإرادته وحياته وكلامه وإرسال رسوله وتصديقه في أخباره كلها وكمال محبته ، ولا ريب أن هذه هي أصول الإيمان، فالصلاة عليه متضمنة لعلم العبد ذلك
وتصديقه به ومحبته له ، فكانت من أفضل الأعمال .
منها أن الصلاة عليه من العبد هي دعاء ، ودعاء العبد وسؤاله ربه نوعان أحدهما :
1) سؤاله حوائجه ومهماته وما ينوبه في الليل والنهار ، فهذا دعاء
2) سؤال وإيثار ذكره ورفعه ، ولا ريب أن الله تعالى يحب ذلك ورسوله يحبه ، فالمصلى عليه قد صرفه سؤاله ورغبته وطلبه إلى محاب الله ورسوله وآثر ذلك على طلبه حوائجه ومحابه هو ،
بل كان هذا المطلوب من أحب الأمور إليه وآثرها عنده ، فقد آثر ما يحبه الله ورسوله على مايحبه هو فقد آثر الله ومحابه على ما سواه والجزاء من جنس العمل ، فمن آثر الله على غيره آثره الله على غيره .
.:: انتهى كلامه رحمه الله ::.
تلكم بعض الفوائد والثمرات الحاصلة من الصلاة على النبي فلنهب
إلى هذا الفضل العظيم ولنسعَ في تحصيله فهو خير لنا عند ربنا
سئل الرسول صلي الله عليه وسلم كيف نصلي عليك ؟
قال عليه الصلاة والسلام:
" قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد , اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد "
وهذه صيغة عظيمة شافية كافية ، وهناك صيغ أخرى أرشد إليها عليه الصلاة والسلام منها :
" اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم , وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد "