تسريبات عن مقترحات أوباما لعام 2011: ديمقراطية حوض نهر الأردن مع مسارب للسلام وشبكة طرق تصل بين مدن الضفتين
كاتب الموضوع
رسالة
كامل الجبوري Admin
الجنس : البرج الغربي : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 152 نقاط : 52359 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 05/11/1960 تاريخ التسجيل : 29/12/2010 العمر : 64 الاوسمة :
موضوع: تسريبات عن مقترحات أوباما لعام 2011: ديمقراطية حوض نهر الأردن مع مسارب للسلام وشبكة طرق تصل بين مدن الضفتين السبت يناير 01, 2011 3:35 pm
لا تملك نخب عمان السياسية والرسمية إلا التوقف للتأمل عندما يعلن خبير من طراز مروان المعشر بان خيار ' الدولتين' سقط تماما الان، فالرجل تحدث عن الأمر بصفته الباحث المختص في معهد كارينغي الأمريكي الشهير بملف الصراع في الشرق الأوسط. قبل ذلك بأيام فقط خرج المعشر عن كل المألوف المحلي عندما نشر مقالا دوليا عن الإنتخابات الأخيرة في بلاده ضمنه الإستنتاج الأهم : دوائر القرار في عمان لا تعمل من أجل الإصلاح السياسي الحقيقي. في الحالتين توقف الأردنيون فورا لتحليل الصورة، فمن يتحدث ليس فقط وزير بلاطهم الأسبق بل الخبير الأردني الأكثر معرفة بطبيعة المؤسسات الأمريكية وتفكيرها وبإسرائيل أيضا. لكن قصة إنهيار مشروع 'الدولتين' بإعلان وفاة رسمي قدمه البيت الأبيض للعالم سقط كالصخرة الكبيرة على خيارات عمان الأساسية والإستراتيجية، ففي الدوائر القريبة من وزير الخارجية النشط ناصر جودة يقال التالي: عاد الرجل للإهتمام قليلا بالشؤون المحلية ومجاملة الأصدقاء وخفف من السفر. معنى ذلك ان جودة أقل حماسا للعملية التي كان متحمسا جدا لها قبل أسابيع فقط على أساس اقتناص لحظة اهتمام الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالملف على أمل إنجاز شيء.. لذلك يبدو ان الطاقم السياسي في الخارجية الأردنية أقل إنفاقا للوقت المخصص لعملية السلام التي إنهارت مجددا وفجأة ولم يكن بالإمكان إنعاشها في ظل الإيقاع الكوني الذي فرضته تسريبات ويكيليكس. الأمريكيون عبر ممثليهم الدبلوماسيين في المنطقة يسيرون تماما وراء ويكيليكس ويمارسون لعبة التسريب مباشرة وهي لعبة تنشطت مؤخرا لوضع الأصدقاء والحلفاء بصورة الوضع الجديد في المنطقة وهو الوضع الذي حذر منه الوزير الأردني المخضرم عبدالله النسور عدة مرات، مرة بصفته الوطنية ومرة باعتباره رئيسا لجمعية الصداقة الأردنية- الأمريكية. ..'الوضع الجديد' هي العبارة التي قيلت للسفير الأردني في واشنطن ولغيره من المسؤولين في خارجية كل من القاهرة وعمان، وما لاحظه احد أعوان الوزير جودة مؤخرا ان العبارة نفسها إستخدمها جورج ميتشل في لقائه الأخير مع محمود عباس حتى ان الأخير سأل عمان: لماذا أكثر أصحابنا الأمريكيون من ترديد عبارة الوضع الجديد؟. المعنى المباشرواضح وهو ما بشر به المعشر قبل أيام، فقد سقط خيار الدولتين وعلى بلد كالأردن أن يستعد لسلسلة من الأيام الصعبة والتعقيدات والبحث في زوايا الخيارات الضيقة جدا وفقا لتعبير استخدمه احد نواب رئيس الوزراء سمير الرفاعي وهو يحاول إقامة حفل علاقات عامة مع نواب البرلمان المحلي. لكن الشيطان يجلس في التفاصيل الأكثر تعقيدا- قال السياسي ممدوح العبادي لـ'القدس العربي' - فيما يكتفي النسور بترديد عبارة 'ألله يستر' من الأيام القادمة. وشيطان التفاصيل هنا أسس على تصور ذهني أمريكي متكامل تحاول قنوات دبلوماسية ترويجه بسلام وبهدوء على أساس انه مقترح عام 2011 ، مع تذكير العرب بان هذا العام هو الأخير الذي يستطيع فيه الرئيس الديمقراطي أوباما فعل شيء حقيقي قبل مغادرة البيت الأبيض بلا أي عودة متوقعة لثماني سنوات. ومحددات هذا التصور لم تعد سرا في أروقة القرار الأردني على الأقل، فخيار الدولة الفلسطينية سقط تماما ومستعمرات الضفة الغربية ستبقى في مكانها والمجتمع الإسرائيلي يميل للتطرف والتشدد والايديولوجيا هي الحاكمة الان في تل أبيب وإسرائيل مهووسة بقصة اسمها الدولة اليهودية وبالتالي تواجه أزمة ملف السكان.. النتيجة واضحة أمام عمان ورام ألله خياران لا ثالث لهما.. العودة لوقائع الصراع والإشتباك أو القبول بأي حل. الكلمة الأخيرة حصريا هي التي ترعب عمان كثيرا لان الأمريكيين وفي مجالساتهم الخاصة بدأوا يطلقون بعض الأفكار وبالونات الإختبار من طراز 'ديمقراطية جديدة' مفصلة على مقاس الضفتين بين دولة أردنية وسكان فلسطينيين يستطيعون حكم أنفسهم ذاتيا. ومن طراز شبكة طرق على شكل 'مسارب باتجاه واحد' تصل بين مدن الضفتين ليتعايش السكان مع بعضهم ويتنشط الإقتصاد وتنتعش التجارة ويتواصل اللاجئون مع بعضهم إجتماعيا وعاطفيا ومعيشيا مع إنعاش إقتصادي مصنوع ومبرمج لخلق وفرة وبحبوحة في اقتصادين منهكين تماما في عمان ورام ألله. وثمة من يقول في عمان انهم بدأوا فعلا بتجربة النسخة الأولى من الإنعاش الإقتصادي عبر الطرق بمشروع الطريق الدولي المثير المدعوم بالمال الأمريكي الذي يتم إنشاؤه حاليا ويربط مدن شمال الأردن مثل جرش وعجلون بمنطقة الأغوار ويصل لاحقا لحيفا لخدمة خط تجارة السلام. على الأقل هذا ما يتصوره الأمريكيون أو يسربونه وهو على الأرجح ما يقلق نخبة عمان بكل أطيافها، فالبعض يتحدث عن ضائقة إقتصادية مصنعة خصيصا للأردن وعن تفكيك مقصود لمؤسسات القطاع العام في البلاد لخدمة مشروع 'الوضع الجديد'، والبعض الأخر مثل عبد الرؤوف الروابدة يرى ان الديمقراطية الجديدة حول نهر الأردن ليس أكثر من ستار لمشروع 'النظام البديل' وليس فقط الوطن البديل.
تسريبات عن مقترحات أوباما لعام 2011: ديمقراطية حوض نهر الأردن مع مسارب للسلام وشبكة طرق تصل بين مدن الضفتين