بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أَيْنَ أَنْتُمْ ياعِرَاقيّيْ الخَارِجِ مِنْ قضِيَّةِ وَطنِكُمْ؟
الدكتور حسين الحسيني
أثارت رسائل ألكترونية يرسلها أنصار مجاهدين خلق بالايميل تتضمن اخبار وتقارير وتعليقات ومناشدات أممية، كلها تدور حول قضية الشعب الإيراني، أثارت عندي مشاعر الألم لأننا نبدو أقل حماسة ومثابرة في الدفاع عن قضيتنل.. فثمة صمتٌ سلبيٌّ غير مبرر، تلتزمه الغالبية العظمى من الكفاءات العراقية التي تقيم خارج العراق، صمت رهيب يثير تساؤلات، صمت لا بد من مناقشته والتوقف عند مختلف جوانبه، واجراء مراجعات تتناسب والظرف الذي يعيشه العراق حاليا
يُقال أنّ عدد العراقيين المهجرين والمهاجرين في العالم يصل إلى أربعة ملايين، ويصل عدد اساتذة الجامعات والاطباء والسياسيين والمهندسين والخبراء والباحثين وعلماء الدين وشيوخ العشائر والمحامين والمثقفين والادباء وغيرهم من الكفاءات الى ما يزيد عن المائة الف كفاءة، يتوزعون على دول كثيرة، ويتمركز غالبيتهم في سوريا والاردن ومصر واليمن ولبنان ودول الخليج العربي وفي دول اخرى
فلماذا لا يُسمَعُ لهؤلاء العراقييّن أصواتاً ولا نشاطاً؟
عندما نذرف الدموع على بلدنا العراق نقول ان الاعداء شردوا اكثر من ثلاثة ملايين عراقي، يعيش هؤلاء في الغربة، ولكننا عندما نحصي الذين يتحركون وينشطون في الاوساط السياسية والعلمية وفي الاعلام، نصاب بالخيبة لان الغالبية العظمى، غائبة، منزوية، صامتة، خائرة القوى، لا حضور لها، ولا تسمع لها أصوات!!!
وهنا لا بد من التساؤل عن اسباب ذلك
وامامنا تجربة المعارضة الايرانية (مجاهدين خلق) حيث نجدهم متواجدين بحماسة وإصرار في مواقع الانترنت، وتجدهم في غرف الدردشه، وتجدهم في شبكات التواصل الاجتماعي، يملأون إيميلاتنا بالرسائل والتقارير الاخبارية، ويتصلون هاتفيا بالصحفيين وبالمحلليين وبوسائل الاعلام من صحف واذاعات وفضائيات ومواقع انترنت، ويشاركون في المؤتمرات والندوات وورش العمل السياسي.. ماتركوا منظمة ولا جمعية دولية إلا واتصلوا بها... نشاط مثابر يثير الإعجاب، حتى أنك تشعر ان هؤلاء يحملون قضيتهم في قلوبهم وعقولهم ومشاعرهم، ولا يتركون دقيقة دون ان يستغلونها لخدمة قضية بلدهم التي يؤمنون بها
أما كفاءات العراق!!! فنقولها بصراحة
وغصة بدواخلنا، وبكل اسف، وألمٌ يعتصرنا، وخيبة تطوقنا، لاننا لم نجد حضوراً لهذه الكفاءات العراقية بما يتناسب وحجم قضية بلدهم العراق... كفاءات اعطاها العراق كل شيء، ولا نريد الحديث عن ذلك، فالكل يعلم ماذا قدم العراق لكفاءاته والكل يرى ماذا تقدم هذه الكفاءات للعراق، ونقول للاسف أنها لم تقدم شيئا، اللهم إلا القلة القليلة جداً!!ء
تُرى لو تحرك عشرة آلاف عراقي من كفاءاته، ووجه كل واحد منهم اثنين من الابناء والاقارب والمعارف، للتعريف بقضية العراق المُحتل ولفضح جرائم الاحتلال وحكومته وأجهزتها الامنية المجرمة، ولفضح السراق والفاسدين والكذابين والمزورين، لو تحرك هذا العدد القليل من مئات الالاف من العراقيين المتواجدين في الخارج، لرسمنا صورة واقعية بعض الشيء لما يجري في عراقنا من اجرام وسرقات منذ ثماني سنوات
وهنا نوجه دعوة عراقية خالصة
للكفاءات العراقية وابناءهم وجميع العراقيين المغتربين والمهاجرين، للالتفات الى قضية العراق، والمشاركة في فضح المجرمين ودعم القوى الوطنية العراقية، والتعريف بمنجزات المقاومين الابطال الذين هزموا الشر الامريكي وصاغوا واحدة من أرقى واشرف صفحات العراق والامة في التاريخ الحديث.
ليدعموا المتظاهرين العراقيين الابطال في مختلف محافظات العراق الصامدين الذين يواجهون رصاص واجرام أجهزة وقوات القمع من حكومية وإحتلال أمريكي، فالمطلوب أن يكون هناك دعم اعلامي للتعريف وللتفاخر بهؤلاء الشجعان الذين ما إنفكت تظاهراتهم في ساحات وميادين العراق رغم البرد والحر والمطر واشعة الشمس ورصاص السلطة وهراوات مكافحة الشغب!! فإن هؤلاء الشجعلن يستحقون منا الدعم المعنوي والتأييد وكتابة المقالات والمواضيع عنهم وعن صبرهم وصمودهم.. والدعم الآخر المطلوب من المقيمين بخارج العراق أن يقوموا بتنظيم تظاهرات إسناد في بلدان إقامتهم لدعم إخواهم المتظاهرين في بغداد وسائر محافظات العراق
فمن يستطيع تنظيم تظاهرات في بلد اقامته فعليه فعل ذلك
وثمة مسألة أخرى نلاحظها في أنشطة عراقيي المهجر والإغتراب، وهي تواجدهم المكثف في مناسباتهم الإجتماعية من أعراس ومجالس عزاء، ولكن حضورهم في الأنشطة الوطنية لدعم عراقيي الداخل نجده حضورا هزيلا جدا،.
لماذا؟ لماذا؟
نتمنى ان تكون الاجابة هي تحرك عراقي جديد واسع من الكفاءات ومن جميع العراقيين والبدء بخطوات تتناسب ومتطلبات المرحلة الحالية فالوطن ينتظر منكم الكثير... وهو صاحب حق عليكم، فليس من الوفاء أن نتخلى عن الوطن في محنته ولا نسهم في الدفاع عن قضية العراق بكل ما أوتينا من قوة ومن إمكانيات ووسائل.. بالرسائل بالأيميلات بمواقع التواصل الاجتماعي بكتابة المقالات.. وإن لم يكن فبكتابة التعليق على المقالات التي تتناول الشأن العراقي في الصحف والمواقع التي تفتح المجال للتعليقات كما في (الشرق الأوسط، والعرب أون لاين، والعرب القطرية، وإيلاف، والقدس العربي، و..و..كثير من المواقع الالكترونية)..ء
تعلموا الحماسة لقضية وطنكم من مجاهدي خلق.. فالعراق يستحق منكم أكثر وأكثر... ولاتبخسوا مساهماتكم مهما رأيتموها قليلة