هل من الصحي اكل التراب؟
طبعا لا! فالتراب يحتوي على الفطور و الجراثيم و الابواغ و الاوالي و فضلات الحيوانات و البشر على حد سواء ناهيك عن المحتوى الكيميائي و المواد المسرطنة التي قد تتواجد فيه (طبعا بحسب المنطقة).
لم ياكل الناس التراب؟
سنقوم برحلة تاريخية هنا حول اكل التراب
1- السنة 2000 قبل الميلاد: كان المواطنون في شلالات كالامبو ياكلون حجرا ابيض اللون يحتوي على كمية كبيرة من الكالسيوم. ( ليس ترابا!)
2- المصريون القدماء: كان المصريون القدماء ياكلون الصلصال احيانا بسبب احتوائه على المعادن اللازمة لهم.
3- الامريكيون الاصليون : كانو ياكلون التراب مع البطاطس ليخلصوها من خطر الالكالويد الموجود فيها و كانت اطباق الصلصال تستخدم لطبخ البطاطا لامتصاص القلويات منها.
4- اليونانيون: كان اكل التراب يعتبر بمثابة تواضع و اهانة لمن يأكله ( ليظهر الطاعة او التواضع لشخص ما)
5- يومنا الحالي: تؤكل بعض الاحجار و انواع الصلصال في بعض الثقافات بحكم العادة او عند الحوامل و الاطفال.
لم تشتهي الحوامل و الاطفال اكل الصلصال؟
بسبب حاجة الطفل الى الكالسيوم و الحامل للكالسيوم و المعادن الاساسية و التي قد لا تكون الحامل تتلقاها بشكل جيد يتنبه الدماغ لنقص المعادن و يقوم بتنشيط اجزاء منه تشعر باللذة عند تناول المواد الحاوية على الكالسيوم و المعادن التي يفتقر اليها الجسم و يثبط مراكز اخرى مسؤولة عن اثارة الاشمئزاز و الابتعاد عن هذا الاكل الغريب.
هل من دراسات حول تنشيط هذا المركز في الدماغ؟ هل من حالات مسجلة؟
بالطبع هناك دراسات حول هذا الموضوع و هناك فلم وثائقي تم عرضه على قناة National geographics حول دراسة اجريت على شخص بقي في البحر 3 اسابيع و كيف استطاع العيش عبر اكل السمك. المثير للاهتمام بان هذا الشخص اصبح يشعر بالقرف عند تناول لحم السمك و يشعر باللذة و الشهوة لاكل عيون و دماغ و كبد السمك و الذي لا يؤكل عادة! و تم تفسير هذا بنظرية تثبيط و تنشيط مراكز اللذة في الدماغ.
كل هؤلاء الشعوب اكلوا التراب و لم يصابوا بشيء, و قلت بان الدماغ يشعر بحاجة للتراب فلم تقول بان اكل التراب غير صحي؟
اولا: دعنا نصحح قول" اكل التراب" و نستبدله بالمصطلح الادق و هو " اكل الارض" Geophagy حيث ان تلك الشعوب لم تكن تأكل التراب و لكن كانت تأكل اجزاء من صخور الارض الغنية بنوع محدد من المعادن.
ثانيا: لو لم يكن هؤلاء الشعوب بحاجة لاكل الارض بسبب عوز معادن من نوع ما لما اكلوه و الآن تتوفر المعادن و المواد الغذائية على شكل حبوب و في كافة الاغذية التي نتناولها فما من مبرر لاكل الارض الآن.
ثالثا: لم تكن الارض مشبعة بالفضلات الكيميائية و المشعة و السامة من قبل كما هي مشبعة الآن. و لو جئنا بانسان من سنة 2000 قبل الميلاد و اطعمناه حفنة من تراب الارض اليوم فما من ضامن على بقائه " صحيا" كما يتصور البعض.
اعرف العديد من الحوامل اللات يشعرن بالتحسن من اعراض الغثيان عند اكلهم للحجارة, ما تفسير هذا؟
يفسر هذا بان الصلصال الذي تتناوله بعض الحوامل يشكل طبقة تغطي المعدة و تنهي اعراض الغثيان و لم اجد دراسة لدعم هذا الامر.
ماذا لو غسلت الخضار و بقي بعض التراب عالقا؟
احتمالان:
1- ستتمكن مناعتك من التعرف و القضاء على المواد الممرضة في هذا التراب و بهذا تكتسب مناعة جديدة تزيدك قوة.
2- لن تتمكن مناعتك من القضاء على العوامل الممرضة و بهذا ستصاب بالمرض.
كلمة اخيرة:
علينا ان نفرق بين " اكل التراب" و "اكل الارض" و معرفة بان الشخص الذي يحتاج لاكل الارض هو شخص بحاجة لتقييم طبي و بان اكل التراب خطر على الصحة بسبب احتوائه على مواد قد تكون قاتلة او مسرطنة و الاكل العرضي للتراب " التراب العالق على الفواكه بعد غسلها" قد يساعد في تقوية المناعة كما شرحنا في الاعلى.
مقابلة خاصة لمجلة اسال طبيبك 10\06\2011