سعد الكناني
قال جل وعلا ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) قيمة الانسان صانع الحياة والتاريخ والمسؤول امام الله عن ما يصدر عنه من فعل وقول وما تحمل نفسه من نوايا ومقاصد وكل ما يصدر عنه من فعله الظاهري المرئي والمحسوس هو الذي يصنع سلوكه ولكن لهذا السلوك مقياس تمثل الاستقامة السلوكية والحق والعدل والخير دفعت هذه المقدمة المتواضعة ونحن نشاهد الية الزيارات للمناسبات الدينية بحدود 168 مناسبة سنويا تعطل بها الاعمال والواجبات بل يقصر بها وتغلق المحلات وتقطع الممرات والطرق وتلحق ضررا في المنافع العامة للناس واشياء اخرى كثيرة ويصبح العراق وكأنه ثكنة عسكرية بحجة تأمين امن الزائريين وهناك سؤال يفرض نفسه اليس من باب اولى ان نجعل هذه المناسبات دروسا وعبر في استنباط واستخلاص المعاني والمفاهيم والمبادىء الراقية لاصحاب هذه المناسبات في اعداد مجتمع متماسك منضبط السلوك تسودة الاعراف والقيم وتعزز صفات الصدق والوفاء والامانة بدلا من الكذب الاشر وسرقة المال العام والضحك على ذقون البسطاء والمتاجرة بهم لاغراض سياسية نفعية اصبحت معروفة ومكشوفة ، ومن حق المواطن هنا ان يسئل طالما هذه المناسبات دينية حصرا لماذا ترفع صور واعلام الرموز الدينية والسياسية هل هي لاغراض المباراة وبيان الحجم الكوني لتكريس الواقع الطائفي وبراثن المخططات الضلامية وفق المشروع الايراني الكبير بالعراق والمنطقة ؟ ان حالة العراق اليوم اشبة بالمصاب بمرض ( الربو) الذي يعاني من اختلالا في منظومة التنفس والحصول على قدر كاف من الاوكسجين ! والملاحظ ان هذه الزعامات الدينية والسياسية الثنائية حريصة ايضا من ان تجعل الشعب العراقي يعاني من الحصول على ( الاوكسجين الديمقراطي النقي) حيث تريد من هذه المناسبات التي اصبحت ظواهر سياسية وساحات صراع بين المكونات الدينية السياسية الحاكمة الان من اجل النفوذ والسيطرة ولذلك يرى المواطن العراقي البسيط ان هذه الزيارات اصبحت ( طقوس) وافرغت من محتواها الروحي النبيل ، بدليل تضخيم الياتها والمبالغة فيها سنة بعد سنة ، وهذه الفعاليات المضافة هي جزء من منظومة المشروع الايراني في العراق المسمى ( المشروع الالهي) والذي كشف عنه مؤخرا ( العميد محسن رضائي القائد في قوة القدس الايراني الهارب والمقيم الان في استراليا) وان هذا المشروع لايستهدف العراق بل كل الدول العربية لغرض زرع الفتن الممزوجة بالبدع والضلالة لارباك الوضع الداخلي للدول العربية لان ايران ( الفرس ) تتعامل على الاساس القومي التاريخي مع العرب كاسبقية اولى وليس على المبادىء الاسلامية خصوصا بعد عام (1500م) المنهج الصفوي وتصدير ما يسمى باهداف الثورة الايرانية ذات السلوك المزيف الكاذب ، ومن هنا نأمل من المواطن العراقي ان يضع مقارنة بين المبادىء العربية الاسلامية النبيلة التي عززها اهل بيت النبوة الاطهار وبين دعاة اليوم من الرموزالدينية والسياسية الثنائية بالتأكيد سيلاحظ لاوجود للمقارنة اصلا من خلال تجربة السنوات الماضية العجاف بأقل تقدير بل عيب علينا ان نقارن ؟ ولذلك لاوجود حقيقي لما يسمى او يطرح( مشاريع وطنية) بل الموجود مشاريع ( هوائية) فهي بلا تربة ولاتميز بعضها عن الاخر وواقعة اسيرة الطائفية والمحاصصة والوهن المدرك الذي يتكثف بها ولاتستطيع هذه الكيانات الافلات منها وتجد الخارج عنها يشكل لها نفيا ونقيضا ولذلك تبقى عاجزة ومشلولة عن التواصل مع الاخر ولهذا يرى المثقف العراقي ان الحكومة الحالية هي ليست عبدا للعقل بل هي عبدا لعقل الطائفة ومشروعها المتخلف وهناك معاناة نفسية في داخل اعماق مسؤولي العراق الجدد هي الرهبة من التطلع الى الخارج النقي والتداخل والحوار البناء الهادف لان الحوار والتدقيق والصدق والوفاء تمثل لهم الخوف والتهديد ومن هنا جاء الضعف الحكومي العام بسبب السلوك الطائفي المسيس ، بل اصبحت تصرفاتهم وسلوكياتهم الطائفية تمثل عبادة حسية اكثر مما هي عبادة الهية حيث تجعل( الزعامات الدينية والقيادات السياسيةالموازية لها وهي تحاول ان تستنزل القداسة من الاعلى ( الله) لتضعها في احد رموزها ) واذا بقيت الامور تنحو وفق هذا السلوك السياسي الخطير الذي يهدد كيان الامة العراقية وسدت بوجه الشعب جميع السبل الديمقراطية لاغراض المعالجة والاصلاح فسيلجأ يوما ما الى استعمال القوة التي ستتوقف حيثما تتحقق ارادته الوطنية ومطالبة المشروعة