الرئيس السوداني عمر حسن البشير
الخرطوم أكد الرئيس السوداني عمر حسن البشير استعداد بلاده لدعم الجنوب في شتي المجالات الأمنية والفنية واللوجستية في حال إقرار الجنوبيين لخيار الانفصال خلال الاستفتاء المقبل.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) عن البشير قوله في اللقاء المفتوح الذي عقده في جوبا عاصمة جنوب السودان صباح اليوم مع المسئولين في حكومة الجنوب إنه منذ تولي جبهة الإنقاذ الحكم كان هدفها الاستراتيجي هو السلام وعقدت له العديد من المؤتمرات، مشيرا إلى مؤتمر الحوار الوطني حول قضايا السلام، مبينا أن كل هذه الجهود تم تتويجها بتوقيع اتفاقية السلام الشاملة التي أنهت الحرب.
وأضاف البشير: قناعتنا أن الوحدة هي الأفضل ولكننا سنعترف بما سيقرره أهل الجنوب في الاستفتاء، مستطردا: لا نريد أن نفرض علي أبناء الجنوب الوحدة بقوة السلاح ولكن نريدها طوعا واختيارا، مشيرا إلى الروابط الاجتماعية والثقافية التي تربط بين الجنوب والشمال.
ودعا الرئيس السوداني إلى أن تتم عملية الاستفتاء الأسبوع المقبل في أجواء نزيهة وشفافة، مؤكدا التزام الحكومة الاتحادية بتنفيذ كل العهود والمواثيق التي وقعتها، لاسيما ما يتعلق بتنفيذ اتفاقية السلام الشامل.
وقال البشير إن ما تحقق للجنوب من مكاسب عبر اتفاقية السلام الشامل كان كفيلا بدعم أبناء الجنوب لخيار الوحدة بين الشمال والجنوب، مضيفا: سنظل دعاة وحدة لأن فيها قوتنا وتقدمنا.
وأضافت الوكالة إنه كان في استقباله سلفاكير ميارديت النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب وأعضاء حكومته.
وتتضمن الزيارة لقاء مع سلفاكير كما سيلتقي بحكومة الجنوب ثم يعقب ذلك لقاء جماهيري دعت إليه الفعاليات السياسية بالجنوب. ووفق لتوقعات كثير من المراقبين فإن هذه الزيارة ربما تحسم الكثير من القضايا المعلقة بين الطرفين حسب الوكالة.
ومن جانبها، نقلت القناة الفضائية السودانية عن مستشار الرئيس مصطفى عثمان إسماعيل قوله إن زيارة البشير لجوبا تأتي تأكيدا منه للمواطنين في الجنوب بمسئوليته عن أمنهم وأن الزيارة تأتي في سياق تنفيذ اتفاقية السلام الشامل والوقوف على إجراءات الاستفتاء قبيل انطلاق العملية بعد عدة أيام.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يصوت الجنوب لصالح الانفصال عن الشمال وتشكيل دولة جديدة في أفريقيا رغم المخاوف التي أثيرت بشأن العودة إلى الحرب التي استمرت عقودا بين الجانبين.
ورغم ذلك ذكر البشير في خطاب ألقاه بمناسبة العام الجديد إنه سيقبل قرار الجنوب إذا اختار تشكيل دولة جديدة، قائلا إن السلام يبقى منتهى غاياتنا في علاقتنا بإخوتنا الجنوبيين حتى وإن اتخذوا غير الوحدة سبيلا.
ويذكر أن هناك ما يقرب من أربعة ملايين من أبناء الجنوب السوداني سجلوا مشاركتهم في الاستفتاء، الذي يبدو الآن أنه سيبدأ في الموعد المحدد له، وهو يوم الأحد المقبل، رغم مخاوف من تأجيله.
ويشار إلى أن البشير مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية على خلفية اتهامات بارتكاب (جرائم حرب) و(إبادة جماعية) في إقليم دارفور السوداني المضطرب.