[img]
[/img]
بقلم الدكتور عبدالله يوسف الجبوري
رئيس تحرير العراق برس
يبدو ان إيران لا زالت تحلم بالامبراطورية الفارسية التي كانت يوما تهيمن على الشرق وعلى مداخل البحار، وربما لا زالت تحلم بان الخليج العربي ربما يخضع فيه العرب ليطلقوا عليه أسم الخليج الفارسي، وربما كذلك يتصور احمدي نجاد وعلى خامنئي ان ولاية الفقيه ربما يمكن تعميمها على المنطقة بحكم خضوع البعض لهذا المنهج القديم الذي تسير عليه ولاية التخلف والاحلام المريضة.
لا.. لا.. البحرين كانت ولا زالت دولة عربية وحاضرة من حواظر الخليج العربي ولؤلؤة من الخليج، ولا يمكن لأحلام مريضة ان تاخذها بسهولة، وعليه فان قرار مجلس التعاون الخليجي في ارسال قوات درع الجزيرة الى البحرين لا بد ان يكون رسالة واضحة ولا يمكن ان تغطيها عمائم البعض لا في قم ولا طهران ولا في دوار مجلس التعاون.
إن البحرين التي رسخت منهج الديمقراطية لا يمكن ان تحيد عنه بسهولة، فهي تتحمل مسؤوليتها الى جانب العديد من دول الخليج التي لها كرامة وسيادة في ارضها ومياهها وفي قرارها، فهي كانت دولة ومملكة لها قدرتها على تمييز ما يخفيه الخونة والمأجورين، وذلك من ارتباطاتهم المشبوهة واستلامهم لتوجيهات قم وطهران، فقرارها في طرد ممثل ما يسمى بالجمهورية الاسلامية بعد ان تجاوز الخطوط المسموح بها دبلومسايا إنما هو تعبير عن إستقلال القرار البحريني وهو تأكيد على ان ملك البحرين ليس بغافل عما يجري في دوار مجلس التعاون الخليجي ( دوار اللؤلؤة سابقا ).
واذا كانت حكومة طهران تريد من دول الخليج ان تكون تابعة لقرارها وخاضعة لولاية الفقيه وتدفع (( الجزية او الخمس )) فهذا بات محض هراء وتخريف يمكن ان يطبق في اماكن اخرى من أتباع الدولة الصفوية. فالبحرين ليست جسرا لعبور الصفويين الى الجزيرة العربية واحتلال المزيد مما تطمع ايران بأن تجعل منه تابع لها، فالجزيرة انتفضت وهبت برجالها ورمالها وعواصفها لكي تطرد كل من تسول له نفسه ويحلم بان يجعل من ارض الخليج جسرا له لكي يخرب الامة العربية، فالكل بات يفهم ما تريده ايران والقوى التابعة لها والمتحالفة معها ضد استقرار المنطقة، والكل يدرك ان الوحدة التي تتمتع بها دول الخليج يمكن ان تتحرك في اية لحظة تجد فيها تهديد صفوي لها.
إن درع الخليج هو شموخ يضاف الى شموخ مملكة البحرين، وشموخ يضاف الى شموخ دول مجلس التعاون الخليجي وعزتها وكرامتها التي تتمثل في وحدتها وعدم تنازل ابناءها عن مقدراتهم لأتباع ولاية الفقيه واحمدي نجاد.
الخليج العربي سيبقى بمياهه الصافية يربط دول المنطقة ومياهه الزرقاء تعبر عن صفاء العلاقة التي لا يمكن لمجموعة تابعة لدولة اجنبية ان تعكر صفو هذا الخليج، فالعرب اليوم برغم ما يمرون به من مرحلة صعبة، إلا انهم بقوة وبعزم قادة دول الخيج سيبقون شوكة في اعين الصفويين في كل مكان وزمان.
إن البحرين ستبقى شامخة ولا يمكن لرياح الفرس ان تثير عواصف في اجواء وحدة مجلس التعاون، وان درع الجزيرة سيبقى يحمي صدور ابناء الخليج كما يحمي حدود مملكة البحرين ودولة قطر ودولة الامارات وبلاد الحرمين الشريفين وعمان والكويت، مهما حاول الفرس ان يعكروا هذا الصفو.