--------------------------------------------------------------------------------
عن صحيفة عكاظ السعودية
غادر العام 2010 أمس عابرا بوابة التاريخ إلى الماضي، حاملا على أكتافه أحداثا عدة عاشها السعوديون يوما بعد آخر، ليلقيها عند أول سطر متاح للتدوين، معنونا في أعلى الصفحة «السعودية في 2010: عام العبور إلى المستقبل».
يطوي السعوديون اليوم وراءهم صفحة عام مضى ملأى بحبر الحوادث والأحداث، ويفتحون صفحة جديدة بيضاء ناصعة، يريدون التدوين عليها بحبر التنمية والتحديث والتطوير والإصلاح، مسارعين الخطى عبر طريق محفوفة بالتحديات الجسام للحاق بالدول المتقدمة في مجالات متعددة، تقودهم عزيمة ملك، وبصيرة قائد، وشجاعة فارس.
يتفق السعوديون على أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ــ حفظه الله ورعاه ــ هو رجل العام 2010 وكل عام مضى قبله بفضل مبادراته المستمرة الهادفة إلى تحقيق الرفاه لشعبه، وضمان استقرار بلاده السياسي والاقتصادي والأمني والاجتماعي، سائرا بوطنه نحو المستقبل بمشاريع عملاقة ومبادرات شجاعة وقرارات حاسمة، جاعلا أحلاما كثيرة واقعا معاشا، وقادم الأيام تحمل المزيد.
احتفى «أبناء أبو متعب» في العام 2010 بمرور خمسة أعوام منذ تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم في بلادهم، شهدت فيها بلادهم انطلاقة موجة جديدة من مشاريع التنمية والإصلاح في جميع المجالات، والوعد ما زال قائما بالمزيد والأفضل.
تابع أكثر من 18 مليون مواطن سعودي بفخر الأنباء عن إعلان مجلة دولية متخصصة «مجلة فوربس الأمريكية» مليكهم كثالث أقوى الشخصيات تأثيرا في العالم للعام 2010.
قالت المجلة عن شخص خادم الحرمين الشريفين: «إن الملك عبدالله يقود أكبر دولة فيها احتياطي نفط في العالم، ويشرف على أكثر الأماكن قداسة في الإسلام، مكة المكرمة والمدينة المنورة، ولدى دولته شركة تقدم خمسة إمدادات النفط في العالم، وهو القائد الذي يدفع باتجاه إصلاح اجتماعي وقضائي تدريجي في دولته، ويستطيع في الوقت نفسه المحافظة على علاقات طيبة مع كل التيارات في المملكة، وهو الذي أسس هيئة البيعة»، ومنذ زمن بعيد أيقن السعوديون أن خادم الحرمين الشريفين هو الشخصية الأكثر تأثيرا في حياة أبناء شعبه، والأكثر قربا إلى قلوبهم، والأكثر التصاقا بهمومهم، والأكثر عملا ودأبا لخيرهم ونماء وطنهم.
كما حصل الملك عبد الله بن عبدالعزيز في العام 2010 على المرتبة الأولى بين القادة الأكثر شعبية وتأييدا في العالم الإسلامي، وذلك في استطلاع أجراه مركز أبحاث بيو الأمريكي، حيث اختارت الغالبية العظمى ممن شملهم الاستطلاع الملك عبد الله كأكثر قائد إسلامي يحظى بالثقة في قدرته على اتخاذ القرارات والخطوات الصحيحة بشأن القضايا العالمية.
وسبق أن تصدر خادم الحرمين الشريفين استطلاعات الرأي التي يجريها المركز حول القادة الأكثر تأييدا وشعبية بين قادة العالم الإسلامي، في استطلاع مماثل نفذه المركز عام 2007م.
وفي العام 2010، وقف الملك عبد الله بن عبد العزيز بين الزعماء المشاركين في قمة العشرين في مدينة تورنتو الكندية كبيرا بين الكبار، قويا بين الأقوياء، شريكا في تشخيص الداء ووصف الدواء، بعد أن اختيرت بلاده لعضوية المجموعة لكونها أكبر منتج ومصدر للنفط في العالم، وصاحبة الاقتصاد الأكبر في منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب تربعها في المركز الـ 12 عالميا في صادرات السلع، والمركز الـ 18 بين أكبر 20 إقليما اقتصاديا عالميا في قيمة الناتج المحلي الإجمالي، الذي فاق 560 مليار دولار في العام 2008.
البقاع المقدسة
سجلت صفحات العام 2010 منجزات ومشاريع جديدة في مجال خدمة الحجاج والمعتمرين والزوار.
ففيما استمرت المعدات والآليات الثقيلة في هذا العام في التمهيد لإنشاء مشروع التوسعة الشمالية للحرم المكي الشريف، شهد المسجد النبوي الشريف الانتهاء من مشروع خادم الحرمين الشريفين لزيادة توسعة ساحاته، لتستوعب أكثر من 200 ألف مصل إضافي.
عرفت مياه زمزم ــ على يد الملك عبدالله بن عبد العزيز ــ أول وأكبر مشروع لتنقيتها وتعبئتها منذ تفجرها تحت قدمي نبي الله إسماعيل عليه السلام، بافتتاح مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لسقيا زمزم في منطقة كدي، بكلفة تصل إلى 700 مليون ريال.
شهد هذا العام دوران عقارب «ساعة مكة» الأكبر من نوعها والأعلى ارتفاعا في العالم، إذ يبلغ الارتفاع الإجمالي لبرج الساعة مكة 601 متر، في حين يصل ارتفاع الساعة من قاعدتها إلى أعلى نقطة في قمة الهلال 251 مترا، وتتكون من أربع واجهات.
بينما أقل قطار المشاعر آلاف الحجاج في تنقلهم بين مشعري منى وعرفات مرورا بمشعر مزدلفة، ما عده الخبراء والمراقبون مشروعا حيويا مهما لحل مشكلة النقل وفك الاختناقات المرورية في موسم الحج، إذ نجح في نقل أكثر 175 ألف حاج خلال فترة تشغيله في موسم الحج الماضي.
تنظيم الفتوى
سد خادم الحرمين الشريفين في شهر رمضان 2010 الطريق على السائرين في طريق فوضى الفتاوى، بعد أن أصدر قرارا تنظيميا تاريخيا في مجال الإصلاح الديني، إذ قضى الأمر الملكي بحصر الفتوى في الأمور العلنية في هيئة كبار العلماء، أو الذين يعينهم سماحة المفتي العام للسعودية الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ، مؤكدا أن القرار «صدر صونا للفتوى وحفظا لها وتنظيما لشأنها»، مستندا «على ما بينه القرآن الكريم من أساس قويم حفظ لنا ديننا الحنيف الذي لن نحيد عنه ولن نتهاون فيه أو نتقاعس عنه». محذرا «كل من يتجاوز هذا الترتيب فسيعرض نفسه للمحاسبة والجزاء الشرعي الرادع، كائنا من كان؛ فمصلحة الدين والوطن فوق كل اعتبار».
ولقي القرار الملكي ترحيبا من كبار العلماء المسلمين في السعودية والعالم، الذين حيوا شجاعة وحكمة خادم الحرمين الشريفين في إصداره، وحرصه على أمور المسلمين، وصون الفتوى من العشوائية والتساهل في إصدارها، بعد أن شهدت الفترة السابقة للقرار خروج فتاوى أثارت الشقاق والجدل بين العلماء، وأربكت الناس الذين فقدوا القدرة على التمييز بين صواب رأي وآخر.
حرب الإرهاب
واصلت الأجهزة الأمنية السعودية في العام 2010 إثبات كفاءتها وقوتها في مكافحة الإرهاب محليا ودوليا، بعد تسجيلها نجاحات عدة في إحباط عمليات إرهابية غادرة استهدفت زعزعة الأمن والاستقرار في المملكة، والتصدي لمحاولات لارتكاب جرائم إرهابية على المستوى الدولي تسيء للإسلام وتضر بالمسلمين.
وسجلت الأجهزة الأمنية نجاحا على المستوى الدولي، بمساهمتها في إحباط محاولة إرسال طرود مفخخة إلى الولايات المتحدة، بعد أن أصدرت تحذيرات عاجلة عن تلك الطرود، ما عجل في الكشف عنها وضبطها وتفكيكها.
أما على الصعيد الداخلي، فقد أثبت رجال الأمن يقظتهم في التصدي لمحاولات تنظيم القاعدة عبر المنتمين له والمتعاطفين معه تشكيل خلايا إرهابية في مناطق عدة في الداخل السعودي، لتنفيذ مخططات التنظيم الإجرامية.
وأعلنت وزارة الداخلية السعودية في شهر مارس 2010 عن إحباطها مخططات إرهابية «جاهزة وأهدافها محددة» كان عدد من أفراد الفئة الضالة يعتزمون تنفيذها، عبر شبكات إجرامية داخلية تضم 113 إرهابيا مرتبطة بالتنظيم الضال في الخارج، وكانوا ينتظرون الإذن للشروع في تنفيذها.
وعادت وزارة الداخلية لتعلن في شهر نوفمبر من العام نفسه عن ضبط 19 خلية إرهابية لها ارتباطات خارجية تضم 149 ممن لهم علاقة بالأنشطة الضالة وقد بلغ عدد السعوديين من بينهم 124 سعوديا، فيما ينتمي البقية (25 شخصا) لجنسيات مختلفة، كانوا يحضرون لتنفيذ مخططات إجرامية لاغتيال رجال أمن ومسؤولين وإعلاميين ومستأمنين.
وتخوض الأجهزة الأمنية السعودية حربا يومية في رصد وملاحقة الخلايا الإرهابية والمنتمين لها، وإحباط مخططاتهم التخريبية بالعمليات الأمنية الاستباقية، وتأمين الحدود الدولية للمملكة مع دول الجوار؛ لإفشال محاولات تسلل الإرهابيين وتهريب الأسلحة عبرها.
وشهد العام 2010 عودة مجموعة من المنتمين إلى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب إلى أرض الوطن، حيث سلموا أنفسهم إلى الأجهزة الأمنية المختصة، وهم جابر الفيفي، بدر محمد ناصر الشهري، وعقيل عميش المطيري، بعد أن أيقنوا أن الوطن غفور رحيم بأبنائه المخطئين في حق أنفسهم وفي حقه عليهم.
لكن آخرين ممن عاندوا وكابروا وجدوا أنفسهم أمام حائط مسدود من رجال الأمن اليقظين والأمينين على أمن وطنهم وأبنائه، وآخر الشواهد على ذلك مقتل المطلوب الأمني محمد عصام طاهر بغدادي، على يد رجل أمن تصدى لمبادرته بإطلاق النار تجاه رجال الأمن المتواجدين في نقطة تفتيش المثلث في وادي الدواسر.
وجددت السعودية، ممثلة في وزارة الداخلية، في العام 2010 التزامها الكامل في مكافحة الإرهاب وملاحقة الإرهابيين، حيث أكد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، أن المحاولات الإرهابية التي تصدى لها الأمن السعودي «بلغت أكثر من 220 محاولة استهدفت مواقع ومسؤولين»، و«تم القبض على كل من ورائهم وإحالتهم للقضاء بعد التحقيق معهم من قبل هيئة التحقيق العام».
كما أثبتت السلطات السعودية جديتها في مكافحة جرائم مكافحة الإرهاب وغسل الأموال، وانعكس ذلك في تحقيق المملكة أعلى درجات الالتزام بالتوصيات الـ40 المتعلقة بمكافحة غسل الأموال، والتوصيات الخاصة التسع المتعلقة بمكافحة تمويل الإرهاب.
ووضع تقرير دولي اعتمدته مجموعة العمل المالي «الفاتف»، ومجموعة العمل المالي لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا «المينافاتف» المملكة في المرتبة الأولى عربيا، وضمن المراكز العشرة الأولى في ترتيب دول مجموعة الـ20.
ولم يتوقف الجهد السعودي في مكافحة الإرهاب على مواجهة التنظيمات الإرهابية عسكريا، بل استمرت برامج مناصحة الموقوفين لانتمائهم إلى الفئة الضالة، لإقناعهم بالرجوع إلى جادة الحق وطريق الصواب، ليكونوا مواطنين صالحين في خدمة دينهم ووطنهم.
وتأكيدا لهذا النهج، أعلن مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، إطلاق سراح المجموعة الـ16 من المستفيدين من المركز وعددهم 11 شخصا، بعد استكمالهم برامج المركز، وظهور مؤشرات استفادتهم من الدورات العلمية والتدريبية المتنوعة، على أن يخضعوا لبرنامج الرعاية اللاحقة التي تهدف إلى تحقيق التوافق النفسي والاجتماعي لهم.
حرب لا تهدأ
سجلت وزارة الداخلية السعودية، ممثلة في المديرية العامة لمكافحة المخدرات، في العام 2010 نجاحات جديدة في جهودها المستمرة لحماية المجتمع وأفراده من أخطار المخدرات وأضرارها الجسيمة.
وأصدرت الوزارة بيانات رسمية عدة في العام الماضي، كشفت عن إحباط محاولات عدة لبث سموم المخدرات في شرايين المجتمع، إذ نجحت أجهزة الأمن السعودية في ضبط 25 طنا من الحشيش، ونحو 57 مليون حبة كبتاجون، و68 ألف مليجرام من الهيروين النقي (يصل بعد الخلط إلى 686 ألف مليجرام)، وبلغت القيمة السوقية لهذه المضبوطات 2.220 مليار ريال.
وأشارت بيانات وزارة الداخلية إلى القبض على 559 سعوديا، و433 أجنبيا، وبحوزتهم مبالغ مالية بلغت 412 مليون ريال، وخلال العام الهجري 1431هـ الماضي ضبطت الجمارك أكثر من 33 مليون حبة كبتاجون، ونحو 16 ألف مليجرام من الهيروين النقي، و2.3 طن من الحشيش.
وأكدت وزارة الداخلية في الوقت عينه مواصلتها «تنفيذ مهامها لحماية المجتمع من آفة المخدرات ووقايته من أضرارها، والتصدي بحزم للحيلولة دون استهداف المجتمع وأبنائه في أمنهم أو سلامتهم، والقبض على كل من يسعى لتهريب أو ترويج المخدرات في المملكة».
طاقة متجددة
شهد العام 2010 إطلاق السعودية مبادرة طموحة لتعزيز مساعيها لتصبح مصدرا عالميا للطاقة النظيفة والمتجددة، إلى جانب كونها ــ في الوقت الراهن ــ مصدرا رئيسا للموارد الهيدروكربونية الناضبة «النفط والغاز».
وتحقيقا لهذه الأهداف، أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز أمرا ملكيا قضى بإنشاء مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة، لتكون بمثابة «هيئة علمية متخصصة تعنى بوضع وتنفيذ السياسة الوطنية للطاقة الذرية والمتجددة»، وتقرر تعيين الدكتور هاشم بن عبد الله يماني رئيسا للمدينة بمرتبة وزير، كما ضمنت الحكومة السعودية ميزانيتها للعام 2011 أول مخصص مالي لهذه المدينة بلغ 500 مليون ريال تمهيدا للبدء في تنفيذ أعمالها.
وأوضح الأمر الملكي أن الحاجة لإنشاء هذه المدينة تنطلق من حقيقة مفادها «أن المملكة تشهد نموا مضطردا وبمعدلات عالية للطلب على الكهرباء والمياه المحلاة، وذلك نتيجة للنمو السكاني والأسعار المدعومة للمياه والكهرباء، ويقابل هذا الطلب المتنامي على الكهرباء والماء طلبا متزايدا على الموارد الهيدروكربونية الناضبة لاستخدامها في توليد الكهرباء وتحلية المياه التي ستستمر الحاجة لتوفيرها بشكل متزايد».
صد الحوثيين
أكملت القوات المسلحة السعودية في شهر يناير 2010 تطهير الحد الجنوبي بالكامل من المتسللين المعتدين، بعد أن أجبرتهم على الانسحاب منها، واتخذت الإجراءات الضرورية لحماية المنطقة الحدودية من اعتداءات محتملة مستقبلا، بعد أن خاضت معارك شرسة استمرت لأشهر في مناطق جبلية وعرة في نطاق محافظة الخوبة التابعة لمنطقة جازان، سقط خلالها العشرات من رجال القوات المسلحة شهداء في سبيل الله ثم الوطن.
وواصلت السعودية خلال العام الماضي مساعيها لتعزيز القوة العسكرية لمواجهة أي عدوان قد تتعرض له أراضي المملكة، خصوصا أنها تقع في قلب منطقة افتقدت طوال تاريخها المعاصر للاستقرار، بل وعرفت حروبا طاحنة طوال العقود الماضية.
المواطن أولاً وأخيراً
واصلت الحكومة السعودية جهودها الهادفة إلى دعم برامج الرعاية الاجتماعية، ومساعدة المواطنين على مواجهة غلاء المعيشة، وتيسير حصولهم على مساكن، ومساعدة النازحين من المناطق الحدودية في منطقة جازان، وإنهاء معاناة آلاف الموظفين من التجميد الوظيفي لسنوات طويلة، ودعم الطلاب الدارسين في الخارج، عبر إصدارها العديد من القرارات المهمة لتفعيل هذه الجهود، ويأمل السعوديون استمرار تلك الجهود بخطوات جديدة تؤثر إيجابا في حياتهم.
ووافق مجلس الوزراء على زيادة رواتب الأفراد العسكريين من رتبة جندي إلى رتبة رئيس رقباء، ورواتب الضباط من رتبة ملازم إلى رتبة لواء.
وصدرت توجيهات خادم الحرمين الشريفين لوزارة المالية باستمرار صرف بدل غلاء المعيشة بنسبة 15 في المائة منسوبة إلى راتب الدرجة التي يشغلها الموظف ابتداء من 1 محرم 1432هـ، إضافة إلى صرف مساعدة قدرها 1.119 مليون ريال لجميع الأسر التي يشملها نظام الضمان الاجتماعي في المملكة، لمساعدة هذه الأسر على تلبية مستلزماتها الطارئة في شهر رمضان الكريم، وكذلك مستلزمات عيد الفطر.
كما صدرت موافقة الملك عبد الله بن عبد العزيز على قرار مجلس الخدمة المدنية رقم (1/1399) وتاريخ الثالث من ربيع الأول 1430هـ، المشتمل على معالجة التجميد الوظيفي لبعض الموظفين والموظفات بسلم رواتب الموظفين العام في الجهات الحكومية.
وأقر مجلس الوزراء أيضا إحداث 12.6 ألف وظيفة إدارية بالمرتبة الرابعة لمصلحة وزارة التربية والتعليم «تعليم البنات» لتعيين الراغبات في العمل من خريجات معاهد المعلمات الثانوية، اللاتي لم يعين بعد، على أن يكون إحداث هذه الوظائف في وزارة المالية على مدى ثلاث سنوات بواقع 4200 وظيفة سنويا، ابتداء من العام المالي الحالي 1432.
كما أقر مجلس الوزراء إلغاء شرط تملك الأرض عند التقديم لطلب قرض من صندوق التنمية العقارية. وفي المقابل، أقر توحيد مبلغ القرض المقدم للمواطنين في مختلف مناطق المملكة من صندوق التنمية العقارية بحيث يكون 300 ألف ريال.
كارثة سيول جدة
لاحظ السعوديون تصاعد وتيرة محاربة الفساد بأشكاله المختلفة في الجهاز الحكومي، وعلى رغم بطء الخطوات إلا أنها كانت كبيرة وقوية، والرسائل الصادرة عنها حازمة وشديدة اللهجة، ومع أن استراتيجية وطنية للنزاهة ومكافحة الفساد شقت طريقها إلى النور، إلا أن التحدي قائم في أن تبقى قوية وساطعة في أوجه الفساد المظلمة.
فعلى خلفية كارثة سيول جدة في العام 2009، واصلت السلطات السعودية ملاحقتها المتورطين في القضية وإحالتهم إلى الجهات المختصة، إذ صدر أمر ملكي قضى إحالة جميع المتهمين في هذه القضية إلى هيئة الرقابة والتحقيق وهيئة التحقيق والادعاء العام، كل فيما يخصه، بعد استكمال قضاياهم من جهة الضبط الجنائي، استنادا للمواد (24، 27، 28) من نظام الإجراءات الجزائية، للتحقيق فيها واستكمال الإجراءات النظامية في حقهم، مع الأخذ في الاعتبار المسارعة في جميع تلك الإجراءات.
ووجه الأمر الملكي باستكمال التحقيق مع بقية من وردت أسماؤهم في التقرير، أو المطلوب سماع أقوالهم، أو من يتطلب التحقيق استدعاءه حول الكارثة، وذلك من قبل الجهات المختصة في وزارة الداخلية.
وفي سياق متصل، أعلن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، اعتماد 650 مليون ريال لتنفيذ مشروع تطوير شرق جدة، بعد أن صدر أمر خادم الحرمين الشريفين، بسرعة تنفيذه فورا من دون تأخير، لمعالجة آثار وتداعيات الكارثة، ومنع تكرارها مستقبلا.
صناعة السيارات
خطت السعودية في العام 2010 خطواتها الأولى في مجال صناعة السيارات بقوة، فيما يتطلع المراقبون والمواطنون على حد سواء إلى نجاح تلك الخطوات.
ودشن الملك عبد الله بن عبد العزيز في هذا العام، أول سيارة سعودية تحمل اسم (غزال 1)، ولم تنته أيام السنة حتى أعلن عن اكتمال رأس مال شركة «غزال لصناعة السيارات» السعودية البالغ 500 مليون دولار، بدخول مستثمر سعودي بنسبة 55 في المائة، لتغطي بذلك الشركة رأسمالها خلال 48 ساعة من توقيع الشراكة بين «شركة وادي الرياض للتقنية» التابعة لجامعة الملك سعود و«شركة ديجم الكورية لصناعة السيارات».
وعلى المسار نفسه، دشنت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية تصنيع سيارة سعودية 100 في المائة من فئة «سيدان» اطلق عليها اسم «أصيلة»، من خلال جناحها المشارك في معرض الرياض للسيارات 2010، حيث تحمل السيارة شعار (مهر) تطمح مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أن تكون نواة لعلامة تجارية خاصة بسيارات جديدة تصنع في المملكة.
مناهج جديدة
لم تأخذ قضية داخلية حظا وافرا من الجدل والنقاش مثل قضية تطوير قطاع التعليم، إدراكا من الجميع لأهمية هذا القطاع، على رغم تباين آرائهم حول مفهوم هذا التطوير.
ويعد بدء وزارة التربية والتعليم في تطبيق الحلقة الأولى من المشروع الشامل لتطوير المناهج ابتداء من العام الدراسي 2010/2011، على الصفين الأول والرابع الابتدائي، وعلى الأول المتوسط، ليشمل خلال الثلاثة أعوام المقبلة بقية المراحل الدراسية، علامة فارقة في العام 2010، على رغم الصعوبات والتحديات التي أظهرها شروع الوزارة في تطبيق هذه الخطة، وما لاقته من انتقادات من المهتمين والمتابعين للشأن التعليمي.
وشهد العام الماضي أيضا إطلاق مشروع تطوير الرياضيات والعلوم الطبيعية في التعليم العام، الذي أكدت الوزارة أنه يهدف إلى إعداد جيل من المبدعين والمبتكرين، عن طريق توظيف وتطبيق الرياضيات والعلوم الطبيعية في الحياة اليومية، من خلال تنمية مهارات الاتصال والتعبير العلمي والتعليل والتحليل المنطقي والتعليم الذاتي، ودمج التقنية في التعليم وتوظيفها.
النقل الجوي
تطلع السعوديون طوال السنوات الماضية إلى معالجة إشكالات عدة واجهت صناعة النقل الجوي في بلادهم، تتمثل خصوصا في تطوير المطارات الدولية والداخلية، وزيادة أعداد الرحلات وانتظامها، فاتخذت الحكومة السعودية حلولا مهمة لمعالجة تلك الإشكالات.
من بين تلك الحلول، إطلاق صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني، المرحلة الأولى من مشروع تطوير مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، الذي سيرفع طاقة المطار الاستيعابية إلى 30 مليون مسافر سنويا، وبقيمة تصل إلى أكثر من 27 مليون ريال، وتستمر تنفيذه لـ36 شهرا.
وزراء قادمون
أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز أوامر ملكية بتعيينات في شتى القطاعات شملت الحرس الوطني، إمارة الباحة، وزارة العمل، وأمانة جدة، وهي: صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وزير دولة وعضوا في مجلس الوزراء ورئيسا للحرس الوطني، صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبد العزيز أميرا لمنطقة الباحة بمرتبة وزير، صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن بندر بن عبدالعزيز نائبا لرئيس الاستخبارات العامة لشؤون الاستخبارات بمرتبة وزير، المهندس عادل بن محمد بن عبد القادر فقيه وزيرا للعمل، الدكتور هاني بن محمد بن أحمد أبو راس أمينا لمحافظة جدة بالمرتبة الممتازة.
السبت يناير 01, 2011 3:50 pm
