كامل الجبوري Admin
الجنس : البرج الغربي : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 152 نقاط : 52359 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 05/11/1960 تاريخ التسجيل : 29/12/2010 العمر : 64 الاوسمة :
| موضوع: مسيحيو العراق ضحية من؟؟؟؟؟ الأحد يناير 02, 2011 3:47 am | |
| كتب: اياد الدليمي | تكررت الهجمات الدموية التي استهدفت مسيحيي العراق دون أي تحرك جدي من طرف الحكومة العراقية، ودون أي بوادر في الأفق يمكن أن تشي بأن مثل هذه الهجمات سوف تقف ذات يوم في ظل الصراع السياسي على المناصب الأمنية، حيث تركت الوزارات الأمنية المختصة بحياة الناس وأموالهم شاغرة حتى اللحظة، بانتظار أن تتفق كتل المحاصصة السياسية والحزبية على أسماء مرشحيها.
عقب استهداف كنيسة النجاة وسط بغداد في أواخر أكتوبر الماضي، والتي راح ضحيتها نحو 52 عراقيا وأصيب العشرات، فتحت دول العالم ذراعيها لاستقبال مسيحيي العراق، شعورا منها بمعاناتهم، كما تقول. وسارعت دول النفاق العالمي إلى دعوة المسيحيين في العراق إلى مغادرة موطنهم الأصلي، دون أن تجرؤ فرنسا أو بريطانيا أو أي دولة تدعي حرصها وخوفها على مسيحيي العراق على تحميل الولايات المتحدة الأميركية، محتلة العراق، أو الحكومة العراقية، حليفة باريس ولندن، أي مسؤولية عن تلك الهجمات، وهم يعلمون جيدا أن هجمات من قبيل التي وقعت على كنيسة النجاة أو ما قبلها وما بعدها لا يمكن أن تتم إلا بتواطؤ مكشوف من قيادات داخل جسد الأجهزة الأمنية العراقية.
في هجمات الخميس الماضي، تعرض نحو 11 منزلا لسكان مسيحيين في بغداد تحديدا، وعلى طرفيها الكرخ والرصافة، لهجمات مروعة، أدت إلى مقتل اثنين وإصابة العشرات، وكان بين كل هجمة وأخرى دقائق فقط، أي أنها كانت منسقة زمنيا، وحملت رسالة واضحة للمسيحيين في بغداد.. أن غادروا فلم يعد لكم مكان هنا.
من فعل هذا؟ وكيف تمكن من ذلك؟ وأين الأجهزة الأمنية العراقية؟ وأين الخطط الأمنية التي أُعلن عنها لتوفير الحماية اللازمة للمسيحيين خلال احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة؟ وأين تبخرت كل تلك الوعود التي قطعها السيد نوري المالكي وقادة أجهزته الأمنية للمسيحيين عقب استهداف كنيسة النجاة؟ ولماذا كانت حكومة بغداد تعاتب فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية عندما دعت تلك الدول مسيحيي العراق إلى المغادرة؟
إن ما يجري لمسيحيي العراق لم يكن بسبب موقف سياسي اتخذه هؤلاء، فمعلوم أن دورهم السياسي لا يكاد يذكر، فليس لهم في البرلمان الحالي أو السابق سوى نائب واحد، وفي أحسن الأحوال يمكن أن يحصلوا على حقيبة وزارية واحدة، بالعادة لا تكون مؤثرة، وبالتالي فإن استهدافهم بهذه الطريقة الغريبة يثير الكثير من التساؤلات.
طبعا، كانت القاعدة شماعة كل تلك الهجمات، فليس هناك شماعة أفضل منها لتعليق كل إخفاقات الحكومة العراقية الحالية والماضية حتى التي ستأتي، لكن لا يبدو أن الأمر بهذه السذاجة والسهولة.
فالقاعدة وإن كانت قد شنت هجمات على مسيحيي العراق في مرحلة من مراحل قوتها، عندما كانت تهاجم كل شيء! لأي شيء! فإنها اليوم ما عادت متفرغة لعمليات من هذا النوع، بعد أن خبت قوتها وتضاءلت وفقدت كل مقومات الدعم التي كانت تتلقاها سابقا.
القراءة في طريقة تنفيذ الهجمات التي تستهدف المسيحيين في العراق منذ نحو عامين، تؤكد على أن هذه الهجمات مبرمجة ومدروسة وتهدف بالدرجة الأساس إلى إفراغ العراق من هذه الطائفة التي تعد واحدة من أكثر طوائف العراق الدينية قدما واعتزازا بوطنها العراق.
مسيحيو العراق ضحية تلك السياسيات الخاطئة التي قادتها الولايات المتحدة الأميركية أولا، عقب احتلال العراق، ومن ثم سياسات القوى السياسية الطائفية التي سيطرت على العراق وتولت مقاليد الحكم فيه، فهذه القوى لم تنجح في ترسيخ مفهوم المواطنة الحقة بين العراقيين، وتعاملت معهم على أساس المذهب والقومية والدين، ومارست كل سياسات الإقصاء والتهميش، وبالتالي فإنها ألبت متطرفي القوى الدينية -وما أكثرهم في عراق اليوم- على المسيحيين. ليس هذا فحسب، فلقد لعبت سياسة بعض القوى العراقية دورا في استهداف هذه الطائفة العراقية الأصيلة.
أكراد العراق ليسوا بمنأى عن عمليات استهداف مسيحيي العراق. فمقترح إنشاء محافظة في سهل نينوى لهم، هو مقترح كردي يخدم بالأساس أهدافا كردية، مما يعني أن استهداف المسيحيين في العراق له وجهان: إرهاب ديني، وآخر سياسي |
| |
|