نظرا لاهمية الموضوع نشارك الزميلة شبكة اخبار العراق في نشره كما هو بدون زيادة او نقصان..وللقارئ الكريم الحكم.
انا والسستاني كتاب مفتوح (٢)...بقلم الشيخ اسماعيل الوائلي :
سماحة السيد السستاني احب ان الفت انتباهكم من ان ليس من قبيل مجانبة الحقيقة القول أن بريطانيا كانت المحرض والمخطط الرئيسي لإحتلال العراق، قبل الإحتلال بنحو العام، فالوثائق البريطانية تبثت بما لا يقبل الشك أنها خططت لإحتلال العراق والسيطرة على الثروات العراقية وعلى رأسها الثروة النفطية، وفي الوقت الذي أكتفت فيه الولايات المتحدة الأمريكية برمزية النصر في العراق من خلال الصورة الهوليودية في ساحة الفردوس وسط العاصمة العراقية بغداد والسيطرة الكاملة على المنظومة النفطية من الوزارة الى البحر مرورا بانابيب النفط المترامية الاطراف، فضلت بريطانية أن تكون المستفيد الرئيسي من الثروات النفطية العراقية، وجاءت عملية تقسيم الوجود الإحتلالي بين الأمريكان والبريطانيين، لصالح الأخير، حيث دفعت بريطانيا بأمريكا لأن يكون وجودها في المناطق التي تعيش أضطرابا مقاوميا - روبوتيا - ونقصا واضحا في الموارد النفطية، بينما حظيت هي - بريطانيا - بالسيطرة على المناطق الجنوبية الغنية بالنفط والثروات الطبيعية الأخرى والتي يهمن ولدكم محمد رضا على عقول وعقائد قاطنيها.سماحة المرجع السستاني لو ارمقتم بنظرة سريعة وبسيطة على الوثائق البريطانية المتعلقة بالحرب على العراق والتي تكشف بما لا يقبل الشك أن بريطانيا كانت المخطط الرئيسي لإحتلال العراق، وأن المؤتمر الذي عقد في لندن كان إعلان رسمي لبدء تنفيذ المخطط البريطاني وأعطاء التفويضات لأمريكا وإيران من أجل القيام بأدوار الإحتلال نيابة عن بريطانيا.وقد أعلنا قبل نحو الثمانية سنوات من خلال وسائل الإعلام أن بريطانيا في العراق كانت ولا تزال تأكل الثوم بفم غيرها، ففي الوقت الذي تظهر رائحة الثوم بفم أمريكا وإيران ذراعي بريطانيا القويين في المنطقة، نرى أن منافع الثوم الحقيقية والفعالة تظهر على جسم الأمبراطورية العظمى التي اصابها وهن الكبر، والتي طالما تعودت العيش على دماء الشعوب المستضعفة. فسترى تأكيد الوثائق البريطانية التي تم الكشف عنها مؤخرا أن النفط العراقي يشكل مسألة حيوية لأمن الطاقة في المملكة المتحدة على المدى الطويل، ورأت أن خصخصته ستلعب دوراً محورياً في خطط ما بعد غزو العراق. وأضافت الوثائق البريطانية والتي لم تطلع عليها اكيدا بسبب الحصار المفروض عليكم من قبل ولدكم محمد رضا إن المملكة المتحدة كانت تعمل من وراء الكواليس لضمان عدم خسارة الشركات البريطانية السيطرة على النفط العراقي قبل الغزو بنحو العامين، وتم مناقشة هذا الأمر على أعلى المستويات في الحكومة البريطانية السابقة. السيد المرجع السستاني هل تعلم ان هناك أكثر من 1000 وثيقة بريطانية سرية تم نشرها بموجب قانون حرية المعلومات خلال السنوات الخمس الماضية، تكشف أن وزراء بريطانيين عقدوا خمسة اجتماعات مع شركتي النفط (بي بي) و (شل) خلال عام 2002، وتشير إلى أنه وقبل خمسة أشهر من إحتلال العراق، اجتمعت البارونة إليزابيث سيمونز بمسؤولين في "بريتيش بتروليوم" كبرى شركات النفط البريطانية وقالت لهم إن الحكومة تعتقد أن شركات الطاقة البريطانية ينبغي أن تأخذ حصة من نفط العراق الهائلة واحتياطياتها من الغاز. وتكشف الوثائق التي ستجدونها في كتابنا المفتوح معكم أن وزارة الخارجية البريطانية دعت شركة "بي بي" في 6 نوفمبر 2002 للحديث عن الفرص المتاحة في العراق "ما بعد تغيير النظام". وأوضحت الوثائق أن الشركات البريطانية حصلت على عقود تصل لنحو 20 عاما في العراق للإستحواذ على الإحتياطي النفطي العراقي. وكان ولدكم محمد رضا قد هيئ الارضية لتحقيق ذالك وترشيح خادمه المطيع حسين الشهرستاني لقيادة منظومة العراق النفطية الغرض منه تنفيذ هذه الاطماع الصهيونية.
فتأكد سماحة المرجع السستاني بعد إحتلال العراق مدت بريطانيا أذرعها بكل الإتجاهات لتأكيد سيطرتها على الثروة النفطية العراقية وحظت بمساندة قوية من الاحزاب الحاكمة التي جاءوا برفقتها في ترسيخ وتأكيد تلك السيطرة، وعملت على تدمير على ما تبقى صالحا من عدادات النفط بعد السيطرة عليها، وأدعت لاحقا أنها لا تستطيع أن تعيد إصلاحها على الرغم من أن تصليحها لا يحتاج لكثير من الجهد أو الأموال، حيث يؤكد المختصين في هذا المجال أن الأمر لا يحتاج لأكثر من 10 ملايين دولار أمريكي، إلا أن بريطانيا ذاتها لا تريد ذلك لإبقاء عمليات السرقة بعيدا عن التداول الرسمي. فهل تقبل سماحة المرجع بان يصدر نفط العراق صاحب اكبر فضل عليك وعلى كل المراجع غير العراقيين بدون عدادات لحسابه لاكثر من ثمان سنوات.
سماحة السيد المرجع السستاني انكم لا تعلمون من أن جولات التراخيص الثلاث للنفط العراقي التي جرت بين عامي 2009 و2010 لإستثمار 16 حقلا عراقيا أغلبها في الجنوب، تكشف تغلغل الأصابع البريطانية في السيطرة على الثروة النفطية العراقية، فقبل بدء أول جولة عام 2009 عينت بريطانيا مدراء وعاملين موالين لها على ادارة المنظومة النفطية العراقية، وعملت بمساعدة اقطاب الكيانات السياسية في البرلمان على أبعاد البرلمان والشعب العراقي عن المنظومة النفطية، وأمرت قادة الكتل السياسية بعدم اكمال وتمرير قانون النفط والغاز والتعاطي مع اليات عمل جولات (سرقة) النفط العراقي، وتم توقيع جولات التراخيص الثلاث بكوارث دموية عاشها الشارع العراقي قتلا وتفجيرا وأغتيالا حتى ينشغل الإعلام العام بهذه الكوارث ولا يتجه إلى مراقبة ما يجري في كواليس عقود التراخيص التي في ظاهرها تراخيص خدمة وأستثمار ولكنها في حقيقتها عقود شراكة وهيمنة.سماحة المرجع وكحال جميع الدول الإستعمارية مارست بريطانيا فيما بعد فعل التمويه والكذب للتغطية على سيطرتها على الثروة النفطية العراقية، بادعاءات رخيصة من قبيل أن بعض الأحزاب والأشخاص يقومون بسرقة النفط العراقي، وتلقفت بعض وسائل الإعلام الموالية لها هذه الإدعاءات وروجت لها إعلاميا وكبرت من الموضوع لصالح بريطانيا، في حين أن المختصين بهذا الأمر يؤكدون أستحالة أن يقدم أي شخص على سرقة النفط العراقي لأسباب عديدة منها أن النفط العراقي يمتد في عمق البحر ولغاية 40 كيلو متر وتحيطه الفرقاطات والزوارق البحرية البريطانية وتحميه منذ أحتلال العراق عام 2003 وحتى اليوم، فكيف يمكن لهؤلاء أن يقوموا بسرقة النفط العراقي ومنهم كاتب سطور هذه الرسالة.سماحة السيد السستاني احب في هذه المناسبة ان اوضح لك بعض ما لعبته بريطانيا في العالم فقد كانت ولا تزال وراء العديد من الواجهات التدميرية في العالم، فهي من أعطى الضمانات لإقامة الدولة اليهودية الخالصة في خاصرة العالم العربي (فلسطين) ورعت ذلك منذ أكثر من ستين عاما، كما أنها ساهمت مع ما يعرف بالأباء المؤسسين في تأسيس الولايات المتحدة الأمريكية اللقيطة على ما تبقى من شعب أمريكا الأصليين (الهنود الحمر)، وكانت وراء تأسيس اللوبيات الصهيونية البريطانية التي تحكم العالم أقتصاديا وسياسيا عبر الواجهات السياسية البراقة، وهي أيضا - بريطانيا - كانت وراء تأسيس ما يسمى بالمرجعية العليا للشيعة وحصرت المذهب الشيعي باربع مرجعيات تعينها الصهيونية من خلال مؤسسة الخوئي الخيرية (خيرية أوده) سابقا والتي ستطول وقفتنا مع هذه المؤسسة المشؤومة في الحلقات القادمة - اذا بقيت الحياة - حيث وكما تعتقد سماحتك وكما هو الثابت في عقيدة السنة النبوية الشريفة المنقولة عن اهل بيت النبوة عليهم السلام ان قيادة الشيعة في عصر الغيبة لا تنحصر بمرجعية واحدة ينصبها الصهاينة بل وكما ذكرت في رسالتي السابقة ان تتصف المرجعية بشروط اساسها صيانة النفس ومخالفة الهوى وطاعة الله، فما الضير ان يكون في كل مدينة مرجع اذا كانوا يتصفون بالشروط السالفة فهل المرجعية الدينية حكرا على قومية دون اخرى وانتم تعلمون ان من لا يجيد اللغة العربية لا يجوز تقليده.
اللهم اني قد بلغت، اللهم اني قد بلغت، اللهم اني قد بلغت، اللهم فشهد
ان اريد الا الاصلاح وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب
وان عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا