أصبحت تصريحات قادة عراق اليوم مودة لايهمهم الدم العراقي بقدر النهب وسرقة المال العام وباصرار دون حياء ولذلك كتب الكاتب والاعلامي سعدالكناني مقالا بهذا الصدد جاء فيه
عندما يفقد الحياء
مسلسل التفجيرات الدامية التي تشهدها المدن العراقية بين فترة واخرى تثير العديد من التساؤلات حول هوية القائمين بها، وأهدافهم من وراء هذه التفجيرات الموجهة بالأساس ضد المدنيين والبنية التحتية العراقية، التي تستهدف حرمان العراق من الاستقرار، وإطالة أمد الاحتلال الأمريكي لأراضيه. والعمل على زعزعة أمنه وابقاء حالة اللا استقرار.. ونجد هذه الرسائل تصل بشكل قوي ومباشر على شكل تفجيرات متعددة واغتيالات لشخصيات ورموز مؤثرة على الساحة السياسية كلما اختلفت المصالح والارادات من اجل الحصول على المزيد من عمليات الانتفاع وبالتالي انتفاخ الجيوب من خلال تصفية حساباتها مع الآخرين عبر استخدام العنف والجريمة في بلد انهار فيه الوضع الأمني منذ الغزو الأمريكي لتحقيق أهداف لا يمكن حصر أسبابها الغاية منها هو بث الرعب والبلبلة وعدم الاستقرار ، ولم يعد خافيا على أحد ، أن مدبرى ومنفذى هذه الإنفجارات هم أنفسهم الذين يريدون العراق وسط صراع دموى وبالتالى إثبات الأقوى والأحق بقضم أكبر كم من الكعكة العراقية ، ونشعر اننا اصبحنا حقل تجارب لهذه الممارسات العبثية بما فيها اطلاق الافكار والتصريحات العبقرية التي تتفتق عنها ادمغة المسؤولين في معالجتهم للحد من هذه الاعمال الارهابية ، وهي عبارة عن تصريحات ضبابية معممة تأتي وراء كل تفجير ارهابي تشبه تماما كما بالعرف الشعبي ( قراية فاتحة) ندين .. نطالب .. الخ لاتمت بصلة مع بؤس الحدث و المعالجة الحقيقة له التي تكمن في مقدمة الاسباب ( طبيعة بناء المؤسسات الامنية والعسكرية وصناع القرار فيها والتدخل السياسي الحزبي الفئوي المرتبط باجندات خارجية في اليات عملها وبقاء قادتها او مدرائها اكثر من المدة المقررة وهي سنتين مع سنة واحدة قابلة للتجديد فقط وهذا ما معمول به باكثر دول العالم الا قادة امن العراق مضى على وجودهم اكثر من خمس سنوات واستنفذوا كل ما لديهم من عطاء ناهيك عن الولائات والمحابات وغيرها من امور شخصية ونفعية ضيقة ) وعند سماع المواطن العراقي هذه التصريحات البائسة التي لاتتناسب مع فاجعة الحدث وانعكاساته العائلية والاجتماعية تنغص عليه الحياة بأنتظار الانتهاء منها ، وسرعان ما تكشف عدم جدواها فيتوقف العمل فيها وتصبح نتائجها كأخواتها السابقات ، صرفت ملايين الدولارات على تطوير مؤسسات الدولة العراقية بما فيها الاجهزة الامنية وملايين الناس تأذت نفسيا ومعنويا وماديا من هذه الاعمال الارهابية ولذلك اصبح الشعب العراقي لايصدق الوعد الرسمي من المسؤوليين من خلال تجريته في السنوات العجاف الماضية وكأننا نسير على السذاجة والارتجالية ، السؤال .. هل يمكن محاسبة او مساءلة قادة الاجهزة الامنية ومن يشرف عليها بجدية المهنة والمسؤولية الاخلاقية ؟ وهل من المسؤولية المهنية ترقية القائد او المسؤول الفاشل الى منصب اعلى كما حصل سابقا في تفجيرات بغداد الدامية التي وقعت في شهر ت2 2010 !!، من اجل ما سبق نقول لكل اولئك الذين يراهنون على مصالحهم الشخصية عليهم ان يتقوا الله اذا كان اغلبية الشعب العراقي ذاق الامرين مما يجري فيه فأي حق يسمح لاي واحد منا ان يصطف مع هذا الوضع السىء ، شرف الرجال الحقيقي لايتعلق بالعورة ومشتقاتها فحسب بل شرف الرجال الحقيقي هو عند المواقف والصدق واحترام الانسان وكرامته و حرمة الناس ودمهم وبقاء اليد البيضاء نظيفة تسر الناظرين وصدق من قال (إذا نزع الحياء فقد ضعف الإيمان وماتت الغيرة وانعدمت الفضيلة) ونقول لعوائل الشهداء والجرحى والمظلومون من اهلنا في العراق،لكم الله وحده،حتى يأتي بأمره،ويأخذ كل مظلوم حقه،بدلا من هذه الفواجع و المظالم التي تؤرق القلب وتدمي العين.
[b]