صحف بغداد: الاغتيالات تتحرك بغطاء حكومي ومهامها تصفية المنافسين

[img][/img]


بغداد ـ 'القدس العربي'-منتديات الحقيقة: تصدر الوضع الامني في بغداد والمحافظات بعد موجة الاغتيالات التي طالت الاجهزة الامنية وموظفي الدولة، فضلا عن استهداف المسيحيين والوزارات الشاغرة في التشكيلة الحكومية التي نالت ثقة البرلمان الشهر الماضي، فيما ركزت صحف اخرى على ذكرى تأسيس الجيش العراقي كما شكلت القمة العربية المقررة في بغداد خلال آذار مارس المقبل وبرنامج الحكومة الجديدة والهجمات التي استهدفت المسيحيين قبل ايام، ابرز محاور اهتمامات صحف بغداد اخرى.

الجيش العراقي

وقالت صحيفة 'الصباح' (يومية شبه رسمية) في مقال لها كتبه حسين علي الحمداني وحمل عنوان (الجيش العراقي والوحدة الوطنية)، إن 'المتابع لتاريخ الجيش العراقي سيجد بأنه ولد وتأسس قبل ولادة الدولة العراقية بأشهر، حيث إن تأسيس الفوج الأول من الجيش العراقي كان في السادس من كانون الثاني/يناير عام 1921، بينما تأسست الدولة العراقية في نهاية آب من العام نفسه'.
وتضيف الصحيفة 'لهذا كان وجود الجيش النظامي احدى ركائز الدولة العراقية في مرحلة ما بعد ثورة العشرين التي كانت من أهدافها إقامة وتأسيس حكومة وطنية بعيدا عن وصاية بريطانيا العظمى آنذاك'.
وتابعت 'لعلنا لا نبالغ إن قلنا بأن تأسيس جيش عراقي في ذلك الوقت يعني فيما يعنيه وحدة العراق خاصة وان بعض الآراء التي كانت مطروحة اثناء وبعد الحرب العالمية الأولى كانت تدعو لتقاسم مناطق النفوذ من قبل لندن وباريس في العراق'.
وترى الصحيفة ان خطوات بناء الجيش العراقي 'كانت سريعة ومتكاملة من ناحية التجهيز وبناء الوحدات البرية والبحرية والجوية وبوقت مبكر ربما سبق الكثير من الدول العربية في هذا المضمار، واستقرت فلسفة وعقيدة الجيش العراقي منذ تأسيسه وحتى تموز 1958 وفق العقيدة البريطانية'.
الحكومة
الى ذلك نشرت صحيفة 'المشرق' (يومية مستقلة) مقالا كتبه شامل عبد القادر، تناول فيه الوضع الامني في بغداد والمحافظات لاسيما بعد موجة الاغتيالات التي طالت العديد من الموظفين والمنتسبين في الاجهزة الامنية خلال الايام الماضية.
وجاء في المقال الذي حمل عنوان (الحكومة والشعب)، 'ماذا لو جرب رئيس الحكومة وهو القائد العام للقوات المسلحة ولو لمرة واحدة الصعود في طائرة هليكوبتر والتحليق بها في سماء بغداد في الساعة التاسعة صباحا او بعد نهاية الدوام الرسمي ليرى بأم عينيه طوابير السيارات الواقفة لساعات في عشرات السيطرات العسكرية'.
وتابع كاتب المقال 'انا واثق انه سيمزق كل التقارير التي تقول له، اكثروا من السيطرات لتحجيم الارهاب، وسيجد ان لا علاقة محسوسة بين توالد السيطرات والقضاء على الارهاب فثمة عشرات السيارات المفخخة التي عبرت السيطرات من دون الكشف عنها ونجح الانتحاريون في عبورها'.
ويضيف المقال ان 'المبالغة في الاحترازات الامنية وعلى حساب اعصاب المواطن، تحوله الى مخلوق سلبي وربما مساعد في افشال اجراءات الحكومة'، متسائلا 'الى متى ستستمر المعركة مع الارهاب بعد ان مضت سبع سنوات من دون نتائج حاسمة، ومتى ستجد الحكومة نفسها في موقف شجاع وواثقة من قوتها لرفع الحواجز الكونكريتية عن صدر بغداد العزيزة والغاء عشرات السيطرات غير المجدية لعلاج الاختناقات المرورية'.

محاولات وخطط

صحيفة 'العدالة' (يومية تصدر عن القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي عادل عبد المهدي)، قالت في مقال لها كتبه مدير التحرير علي خليف، 'هناك اعمال إرهابية تستهدف المواطنين بأسلوب الإغتيالات، فبعد ان كان المخطط الإرهابي يعمل على حصد أرواح المواطنين بشكل جماعي أخذ يغير من أسلوبه بإستخدام القتل الفردي عن طريق إستهداف مختلف شرائح الشعب'. وتابعت الصحيفة في مقالها الذي حمل عنوان (محاولات وخطط)، 'هذا المخطط على الرغم من انه يستعمل أسلوبا قد يصعب السيطرة عليه، فإن إيقاف هذا المخطط يستدعي وضع خطة عمل أمنية كبيرة تشترك فيها كل المؤسسات الأمنية'.
وتختتم الصحيفة مقالها بالقول 'حماية المواطنين مسؤولية كبيرة لا يقع عاتقها على الأجهزة الأمنية وإنما على الجميع ولاسيما المواطن نفسه الذي عليه أن يبذل أكبر جهد ممكن من التعاون مع الأجهزة الأمنية للقبض على المجرمين الذين يستهدفون الحياة في البلاد'.

اغتيال متحرك

الى ذلك رأت صحيفة 'العالم' (يومية مستقلة) في مقال لها كتبه سعيد عبد الهادي وحمل عنوان (اغتيال متحرك)، ان 'ما جرى خلال اليومين السابقين شيء لا يصدق، فحركة الكواتم الحرة في شوارع بغداد تؤكد أمرين لا ثالث لهما، الأول إن كثرة السيطرات الموزعة في شوارع بغداد لا علاقة لها، من قريب ولا بعيد، بالأمن، والأمر الآخر، إن هناك مجاميع هدفها الرئيس تقديم صورة للرأي المحلي والخارجي عن فشل الحكومة'.
وتابع المقال 'الغريب إن المواطن العراقي البسيط؛ إن كان شرطيا، يسعى لسد رمق العائلة، أو مواطنا عاديا، أو مسؤولا إداريا لا همّ له إلا جمع المال، والتسلق الوظيفي، هو المستهدف، وكأن قتل هذا المواطن سيسقط الحكومة'.
ويتساءل المقال بالقول 'لم هذا القتل العشوائي إذا كان لا يقدم ولا يؤخر على سير العملية السياسية في العراق، وهل هو تعطش للدم لا أكثر'.
ويرى المقال ان 'الذين يجوبون بغداد بالكواتم لم ينزلوا علينا من بلد آخر، ولا من السماء، إنما هم مجاميع مدربة ومنظمة، وليس بعيدا أن تكون مؤلفة من شبكات تعمل في مؤسسات أمنية، عملياتها تحدث اضطرابا كبيرا في الشارع البغدادي'.
ويختتم المقال بالقول ان 'السيطرات لا تحد من الجريمة، بل تحد من الحركة، وها نحن نعيش ما يشبه حظر التجوال، ومسك الأرض لا يتمّ إلا من خلال شبكة متكاملة من العمل الاستخباري'.

بين النجاح والاخفاق

وحول الوزارات الشاغرة والنقص في التشكيلة الحكومية التي نالت ثقة البرلمان الشهر الماضي، قالت صحيفة 'الاتحاد' (يومية تصدر عن الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه رئيس الجمهورية جلال طالباني)، في مقال لها كتبه نائب رئيس التحرير عبد الهادي مهدي، 'التشكيلة الوزارية ما زالت غير مكتملة لوجود وزارات بدون وزير وانما الاعمال تسير فيها بالوكالة من قبل الوزراء الاخرين'.
وتابعت الصحيفة في مقالها الذي حمل عنوان (التشكيلة الوزارية بين النجاح والاخفاق)، 'بما لا يقبل الشك ان التشكيلة بحقائبها التي فاقت الاربعين مترهلة جدا، والوقت ما زال مبكرا لتقييمها ولا بد من اعطائها الفرصة لتثبت فاعليتها لانها تحملت وزر التشكيلة السابقة'.
وتختتم الصحيفة مقالها بالقول 'النجاح والاخفاق لا يمكن ان يأتي بالتصريحات الرنانة بل بالعمل الدؤوب والجاد وهذا ما يتمناه الجميع في التشكيلة الوزارية الجديدة، وان يكون هدفهم المصلحة الوطنية والتفكير بالعراق ومستقبل اجياله'.

الحاجز النفسي

وتحت عنوان (البوصلة العربية باتجاه بغداد)، نشرت صحيفة الصباح (يومية شبه رسمية) مقالا كتبه عباس عبد الرزاق الصباغ، تناول فيه القمة العربية المقررة خلال آذار المقبل في بغداد والتوجه العربي تجاه العراق.
وجاء في المقال، 'قد يكون الحديث مبكرا نوعا ما زمنيا في الاقل، بشأن انعقاد مؤتمر القمة العربي في بغداد في اذار المقبل، لكن المعطيات على ارض الواقع لا تشير الى امكانية انعقادها فحسب بل والى ضرورة وحتمية انعقادها كاستحقاق عراقي وطني واستحقاق تاريخي اقليمي'.
ومن المتوقع عقد القمة العربية في بغداد خلال آذار/مارس من العام المقبل، حيث اعلن العراق خطة واسعة لتأهيل الشوارع والابنية وخمسة فنادق كبيرة اربعة منها ضمن تداولات البورصة العراقية وهي بابل وفلسطين وبغداد وعشتار.
ويرى المقال ان الدور العربي 'كان غائبا او مغيبا عن ومع الشارع العراقي بعد التغيير، في حين كان له الحضور الفاعل مع السلطات العراقية لاسيما سلطة البعث، التي استمرت لأكثر من ثلاثة عقود وقد كان الدور العربي مع هذه السلطات فاعلا ومتفاعلا وايجابيا'.
ويضيف مقال الصحيفة بالقول ان العراق 'شعبا ودولة وكينونة وحضارة كقيمة ثابتة عاش انقطاعا مقصودا اقليميا وعربيا لعقود طويلة من التهميش الداخلي والصدود الخارجي وعاش انقطاعا اكثر حدة وصدودا اكثر قسوة ونكرانا للجميل'.

نبوءة المطران

وحول الهجمات التي استهدفت المسيحيين خلال الايام الماضية، قالت صحيفة المدى (يومية مستقلة) في مقال لها كتبه حازم مبيضين وحمل عنوان (نبوءة المطران)، 'عشية رأس السنة الميلادية قتل مسيحيان، وجرح 12 آخرون، في سلسلة هجمات متزامنة بقنابل استهدفت منازل للمسيحيين بالتحديد في مناطق مختلفة من بغداد'.
وتابع المقال 'في وقت بدأت فيه تدخلات دولية العراق في غنى عنها، فمؤخراً حثت منظمة العفو الدولية الحكومة العراقية، على بذل المزيد من الجهد لحماية الأقلية المسيحية في البلاد، من ارتفاع متوقع في هجمات عنيفة في الوقت الذي تستعد للاحتفال بعيد الميلاد'.
ويختتم المقال بالقول 'يأتي ذلك بعد تلقي المسيحيين في العراق تهديدات متزايدة منذ مقتل 52 شخصا، عندما اقتحم مسلحون كنيسة سيدة النجاة في بغداد قبل شهرين، ما أدى لحملة نزوح باتجاه إقليم كردستان والاردن وسورية طلباً للأمان الذي نعتقد أن توفيره حق للمسيحيين على حكومة بلادهم'.