عبدالله خليفة
يوضح التقرير العربي الصادر عن مؤسسة الفكر العربي أوضاع ظاهرة(التنمية الثقافية) في الوطن العربي في سنة 2010 المأزومة عبر الكثير من الأرقام وعرض الانجازات والمشكلات والإخفاقات معاً.
(يشير ملف البحث العلمي إلى أن ما يُصرف على البحث العلمي العربي قليل ويكاد لا يُذكر مقارنةً بمجموعات الدول الأخرى، حتى الفقيرة منها. بحيث يحتلّ العالم العربي في هذا الشأن موقعاً ملاصقاً لقارة أفريقيا، بمعدلات لا تتجاوز 0,2% من إجمالي الدخل القومي العام. وفي بعض الدراسات، تقارير أن هذه النسبة قد وصلت اخيراً إلى حوالي 0,4، فيما المعدلات العالمية للإنفاق على البحث والتطوير تجاوزت 3,73% و3,39% و3,37% في كلّ من السويد واليابان وفنلندا على التوالي، وتتراوح بين 2 و2,5% بشكلٍ عام في معظم الدول الغربية).
كذلك غابت الجامعات العربية عن التصنيفات العالمية في حين ذُكرت سبع جامعات إسرائيلية.
يذكر التقرير ظهور مدن عربية علمية فقد أحدثت السعودية مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في ثمانينيات القرن الماضي، كما أحدثت مصر مدينة مبارك للبحث العلمي في مطلع القرن الحالي، وهي تنتمي إلى الجيل الثاني من مدن العلم والتقنية العربية، وتمثّل مدينة مصدر في إمارة أبو ظبي جيلاً متقدماً من مدن التقنية على الصعيد العالمي.
حول النزيف العلمي العربي يذكر التقرير:
(ان هناك أكثر من مليون خبير واختصاصي عربي من حملة الشهادات العليا أو الفنّيين المهرة، من المهاجرين العاملين في الدول المتقدمة، وأن أمريكا وأوروبا تضمّان 450 ألف عربي من حملة الشهادات العليا وفق تقرير مؤسّسة العمل العربية. فيما تشير التقارير إلى أن 54% من الطلاب العرب الذين يدرسون في الخارج لا يعودون إلى بلادهم، وإلى أن 34% من الأطباء الأكفاء في بريطانيا ينتمون إلى الجاليات العربية، وأن مصر وحدها قدمت في السنوات الأخيرة 60% من العلميين العرب والمهندسين إلى الولايات المتحدة، فيما ساهم كلّ من العراق ولبنان بنحو 15%).
وكما يوضح التقريرُ تدهورَ مكانة الفيلم العربي يشير إلى حلول الفيلم الهندي مكانه في أغلب دور العرض.
أما مشكلات المسرح فهي:
(في البحرين لا تتوافر دور للعرض المسرحي، وهي مشكلة تتقاسمها البحرين مع أكثر من دولة من دول مجلس التعاون باستثناء السعودية والإمارات، كما تغيب البُنية التحتية اللازمة للعمل المسرحي في سلطنة عُمان أيضاً، خصوصاً أن السلطنة لا تعتبر من البلدان الفقيرة من حيث الموارد المالية، في حين تسجّل حالٌ من الكساد المسرحيّ في مصر في العام 2009، ليس بسبب قلّة الإنتاج فقط، وإنما أيضاً بسبب قلّة دور العرض بعدما أُغلقت سبعة من فضاءات العرض المتميّزة في العاصمة).
كذلك فقدَ المسرحُ السوداني الكثيرَ من مميزاتهِ وعناصره المركزية منذ أواخر الثمانينيات ولغاية مطالع الألفية، إذ أُوقفَ في تلك الفترة النشاط المسرحي في المسرح القومي، وأُغلق المعهد العالي للموسيقى والمسرح لأكثر من أربع سنوات، وهاجرتْ نسبةٌ كبيرةٌ من المسرحيّين إلى دول الخليج وأوروبا، وكلّ ذلك بسبب سيطرة بعض التيارات الدينية المتشدّدة.
فيما حصلت الدراما التلفزيونية العربية على نشاط واسع خاصة الدراما السورية التي غدت صناعةً كما يقول التقرير، وتراجع حضور الممثلين المسرحيين العرب بسبب ذلك. كما أن المسارح الفلسطينية مرتهنة بالخارج بسبب التمويل وعدم دعم وزارة الثقافة الفلسطينية لها. كذلك لا تختلف أغلبية المسارح العربية عن حالات الاضطراب وعدم الدعم هذه. المسرح العربي في أسوأ حالات تاريخه.
أما حول الأغنية العربية فقد ذكر التقرير سيطرة شركات كبرى عليها استخدمت أكثر وسائل التقنية والتوزيع تطوراً، وأدى هذا إلى سوء مستواها الأدبي، فيذكر التقرير أن: الغالبية العظمى من الذين يتولّون كتابة النصوص الغنائية في السنوات الأخيرة، بل منذ سنوات طويلة، نادراً ما يوجد بينهم شعراء يلتزمون أصول الشعر وموجباته.
كذلك فإن شركات النشر المتعددة سيطرت على صناعة النشر العربي وتحكمتْ في توزيعه وهَمشتْ دَورَ المبدعين والمؤلفين فسيطر على صناعةِ النشر الكتابُ السطحي المدفوع النفقات، وخُصصتْ جوائز لتشجيع مثل هذا الاشتغال على صناعة الكتاب العربية العريقة، وذلك كله في غياب وزارات الثقافة القومية العربية والقطاعات العامة الداعمة للمبدعين.