عواصم: متابعة الدكتور احمد العامري.... يمثل استهداف المسيحيين في العراق ومصر ومناطق اخرى لغزا لايمكن حله الا من خلال الامريكان و الكيان الصهيوني صاحبي المصلحة الاساسية في اخلاء المنطقة من هذا المكون المهم يشاطرهم في ذلك قوى محلية داخل وخارج العراق.. فقد ادتْ موجة جديدة من الهجمات ضد المسيحيين العراقيين عشية رأس السنة الى سقوط شهيدين و16 جريحا مساء الخميس باستهداف 14 منزلا في بغداد حيث استشهدالعشرات منذ شهرين.
وقال مصدر في وزارة الداخلية امس الجمعة ان عبوات ناسفة استهدفت منازل 14 عائلة مسيحية في بغداد.موضحا ان عشرات منها انفجرت ما ادى الى مقتل شخصين وجرح 16 آخرين.واكد ان "قوات الامن تمكنت من تفجير العبوات الاربع الاخرى تحت السيطرة".ووقعت الهجمات في مناطق متفرقة في وسط وجنوب وغرب بغداد، وفقا لمصادر في الشرطة.واوضحت ان"الاعتداءات وقعت في غضون اقل من ساعتين اعتبارا من الساعة 9:30 مساء في ستة من احياء في بغداد، استهدفت جميعها ابناء الطائفة المسيحية" الذين سبق ان تعرضوا مرارا خلال السنتين الماضيتين لهجمات.ووقع الاعتداء الاكثر دموية في حي الغدير حيث انفجرت عبوة ناسفة ما اسفر عن مقتل مسيحيين اثنين واصابة ثلاثة اشخاص بجروح، احدهم مسيحي، كما اوضح المسؤول.اما الاعتداءات الخمسة الباقية، وجميعها بواسطة عبوات ناسفة، فلم تخلف قتلى الا انها اسفرت عن اصابة تسعة مسيحيين بجروح، بحسب المصدر نفسه.وكانت غالبية مسيحية تسكن حي الغدير (جنوب شرق)، وما يزال هناك البعض منهم وخصوصا كبار السن رغم فرار العيد منه بسبب تهديدات تنظيم القاعدة، وممارسة اعمال الخطف والابتزاز بحقهم من قبل العصابات في مناطق مجاورة.يذكر ان عجوزا وامرأته قتلا بتفجير مماثل في حي الغدير قبل حوالى الشهر.ومساء الخميس ايضا، انفجرت قنبلتان في غرب بغداد استهدفت الاولى حديقة منزل اسرة مسيحية في حي اليرموك (غرب)، ما اسفر عن سقوط جريح، بينما استهدفت الثانية مسيحيين في حي الخضراء (غرب) ما اسفر عن جرح اثنين منهم.وفي جنوب بغداد، اصيب ثلاثة مسيحيين بجروح في هجوم استهدفهم في حي الدورة (جنوب) بينما جرح مسيحيان آخران في انفجار قنبلة استهدفت منزلهما في السيدية (جنوب).كما اصيب مسيحي آخر بجروح من جراء انفجار قنبلة في شارع الصناعة في الكرادة (وسط)، كما اضاف المصدر نفسه.ولم تتبن اي جهة الهجمات، لكن بعضها يحمل بصمات فرع القاعدة في العراق الذي استهدف في الاشهر الماضية المسيحيين في مناطق متفرقة.ففي 31 تشرين الاول شهدت كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في منطقة الكرادة (وسط) مجزرة ارتكبها مسلحون من تنظيم القاعدة اثناء القداس ما اسفر عن مقتل 44 مصليا وكاهنين.والهجمات ليست الاولى التي تتعرض لمنازل المسيحيين في بغداد.فبعد الهجوم على كنيسة سيدة النجاة بعشرة ايام استهدفت سلسلة تفجيرات منازل مسيحيين في بغداد موقعة ستة قتلى و33 جريحا وعززت احساسهم العميق بعدم الامان.وحمل ممثلون عن المسيحيين الجهات الامنية ومسؤولين حكوميين مسؤولية الهجمات.وقال كبير الاباء الدومينيكان في بغداد يوسف توماس مارك ان "هذه فوضى ودليل على عدم قدرة الحكومة على بسط الامن".واضاف"من الصعب معرفة دوافع الهجمات ضد المسيحيين الذين لا يشكلون اي تهديد وليس لديهم اي نفوذ سياسي".وحول تزامن الهجمات مع اعياد الميلاد، قال"انها دعاية يستغلونها للقول ان بامكانهم الوصول لاي كان".من جهته، قال سعد سرياب حنا احد كهنة كنيسة القديس يوسف في الكرادة ان "الغرض من هذه الهجمات تهديد المسيحيين وارغامهم على الهرب من العراق لاخلاء البلاد منهم لتكون من طائفة واحدة".وتابع "هذه حملة يقودها سياسيون عراقيون في الحكومة يستغلون الجماعات الضعيفة لتحقيق اهدافهم (...) فالهجمات استهدفت المسيحيين الذين يختبؤون في منازلهم خائفين لايعرفون ماذا سيحل بهم".بدوره، قال النائب يونادم كنا ان"هدف هذه الهجمات النيل من مصداقية الدولة وقدرتها على فرض الامن وطمائة المسيحيين، وتهجيرهم واقتلاعهم من البلاد لتفكيك وحدة المجتمع".وتابع"تحوم شكوك حول جماعات متشددة استطاعت اختراق اجهزة الدولة لارتكاب هذه الهجمات (...) هناك اجندات داخلية متناغمة مع اخرى خارجية تقف وراءها".واكد كنا "مهما فعلوا، سنقاوم وسنبقى ولن نغادر بلدنا".وبعد مجزرة سيدة النجاة قامت السلطات بفرض اجراءات امنية مشددة لحماية الكنائس عبر وضع جدران سمنتية عالية حولها بينما الغت الكنائس الاحتفالات بعيد الميلاد في جميع انحاء البلاد واختصارها بقداس حزنا على ضحايا المجزرة.ومنذ 2004،تعرضت نحو 52 كنيسة وديرا لهجمات بالمتفجرات كما لقي نحو الف مسيحي مصرعهم فضلا عن اعمال خطف طالت المئات لطلب فدية.وكان عدد المسيحيين في موئلهم التاريخي يتراوح بين 800 الف ومليون ومئتي الف قبل الاجتياح الاميركي ربيع العام 2003، وفقا لتقديرات مصادر كنسية ومراكز ابحاث عالمية.ولم يبق منهم سوى اقل من نصف مليون نسمة اثر مغادرة مئات الالاف منهم، كما انتقل بضعة الاف الى مناطق آمنة في شمال البلاد مثل سهل نينوى واقليم كردستان.ويشكل الكلدان الطائفة الاكبر عددا يليها السريان، اورثوذكس وكاثوليك، والاشوريين.وتؤكد مصادر الفاتيكان وجود نحو 300 الف كاثوليكي (مقابل 378 الفا عام 1980) يشكل الكلدان 80% منهم. ودعَا الرئيس المصري حسني مبارك المسيحيين والمسلمين في مصر امس السبت الى الوقوف "صفا واحدا" في مواجهة "قوى الارهاب" بعد الاعتداء الذي استهدف اقباط مصر وادى الى سقوط 21 قتيلا امام كنيسة في الاسكندرية (شمال مصر).ووقع الانفجار الذي لم تعلن اي جهة مسؤوليتها عنه بعد نحو نصف ساعة من منتصف ليل الجمعة السبت بينما كان مصلون يغادرون كنيسة القديسين في حي سيدي بشر في المدينة.وقال الناطق باسم وزارة الصحة المصرية عبدالرحمن شاهين في تصريحات نقلتها وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان الاعتداء اسفر عن سقوط 21 قتيلا و43 جريحا.واوضحت وزارة الداخلية ان السيارة التي انفجرت كانت متوقفة امام الكنيسة وتم فتح تحقيق من جانب النيابة العامة.ودعا الرئيس المصري المسيحيين والمسلمين في مصر الى الوقوف "صفا واحدا" في مواجهة "قوى الارهاب".وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط ان الرئيس مبارك"تابع العمل الارهابي الآثم منذ وقوعه وعلى مدار ساعات الليل حتى فجر يوم امس".واضافت ان مبارك"يهيب بأبناء مصر اقباطا ومسلمين ان يقفوا صفا واحدا في مواجهة قوى الارهاب والمتربصين بامن الوطن واستقراره ووحدة ابنائه".وامر الرئيس المصري بتسريع التحقيق لكشف من يقف وراء الهجوم.ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الاعتداء، لكنه يأتي بعد شهرين من تهديدات اطلقتها مجموعة موالية لتنظيم القاعدة في العراق ضد الاقباط.وكان تنظيم"دولة العراق الاسلامية" تبنى هجوما على كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في بغداد في 31 تشرين الاول الماضي الذي اسفر عن مقتل 46 مصليا مسيحيا بينهم كاهنان وسبعة من عناصر الامن.واكد شاهد عيان لمحطة اون تي في التلفزيونية انه راى سيارة خضراء من نوع سكودا تصل الى امام الكنيسة قرابة .واضاف ان عددا من الرجال نزلوا منها فور توقفها ثم ما لبثت ان انفجرت.وتحدث شهود اخرون عن دوي انفجار قوي قبالة كنيسة القديسين،مشيرين الى وجود سيارة متفحمة امامها وسيارات اخرى متضررة.وصباح السبت تظاهر عشرات المسيحيين الغاضبين امام الكنيسة، حسبما ذكرت صحافية من وكالة فرانس برس.وردد المتظاهرون "اين الحكومة؟" و"بالروح بالدم نفديك يا صليب".وامام الكنيسة القيت حقيبة سوداء ممزقة لاحدى الضحايا وتناثرت ملابس بعد ساعات على الاعتداء.وقالت نرمين نبيل التي جرحت في الهجوم، على سريرها في المستشفى لوكالة فرانس برس "لو انهى الاسقف القداس قبل دقيقتين لكان حمام الدم اسوأ".لكن اكثر ما يثير قلق ربة العائلة الشابة هو ان "اجهزة الامن لا تفعل شيئا وتركت السيارة تتوقف امام الكنيسة على الرغم من المنع الذي اصدرته السلطات" بعد تهديدات العراق.وكانت "دولة العراق الاسلامية" طالبت في تسجيل "باطلاق سراح" امرأتين قبطيتين مصريتين زعم انهما اعتنقتا الاسلام واعيدتا بالقوة الى الكنيسة.وقالت انه في حال لم يفرج عن القبطيتين فان "القتل سوف يعمكم جميعا وسيجلب (بابا الاقباط) شنودة الدمار لجميع نصارى المنطقة".والسيدتان اللتان اشار اليهما الفرع العراقي للقاعدة هما كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين. وهما زوجتا كاهنين قبطيين اثار اعتناقهما الاسلام جدلا في مصر.واكد التنظيم في التسجيل نفسه ان "كل المراكز والمنظمات والمؤسسات المسيحية وكذلك القادة والمؤمنين المسيحيين باتوا اهدافا (للمجاهدين)".وتم تعزيز الحماية الامنية حول دور العبادة القبطية بشكل غير معلن بعد هذه التهديدات، فيما تعهد الرئيس المصري حسني مبارك بحماية الاقباط في وجه "قوى الارهاب والتطرف".وتدخل رفاعة الطهطاوي الناطق باسم الازهر اكبر مؤسسة للاسلام السني متمركزة في مصر، ليدين في كلمة على التلفزيون الحكومي، هذا الاعتداء الذي يستهدف "الوحدة الوطنية المصرية" على حد تعبيره، وليدعو المسيحيين والمسلمين الى الهدوء.والاقباط يشكلون اكبر المذاهب المسيحية في الشرق الاوسط. وهم يمثلون 6 الى 10% من سكان مصر البالغ عددهم 80 مليون نسمة، بحسب التقديرات.وفي 2006، هاجم رجل مصلين في ثلاث كنائس في الاسكندرية ما ادى الى مقتل شخص واحد وجرح آخرين. وقالت السلطات حينذاك انه"مختل عقليا"، لكن الاقباط رفضوا هذه الرواية.وفي تشرين الثاني وقبل ايام من الدورة الاولى من الانتخابات وقعت مواجهات عنيفة في الجيزة قرب القاهرة بين الشرطة ومتظاهرين اقباط كانوا يحتجون على قرار السلطات المحلية بوقف اعمال توسيع كنيسة.وقتل مسيحيان واصيب العشرات فيما تم توقيف اكثر من 160 شخصا.وفي السادس من كانون الثاني 2010، قتل مسلحون ستة اقباط عند مغادرتهم قداسا في نجع حمادي في الصعيد، عشية عيد الميلاد القبطي.وينقسمُ مسيحيو الشرق الاوسط الذين استهدفهم تنظيم القاعدة في العراق من خلال هجوم على كنيسة السريان الكاثوليك في بغداد، الى طوائف عديدة يتنامى لديها جميعا الشعور بعدم الامان والتهميش.ويعيش في الشرق الاوسط، مهد المسيحية، 20 مليون مسيحي من بينهم 5 ملايين كاثوليكي من اصل 356 مليون نسمة، وفقا للارقام التي نشرها سينودس الشرق الاوسط الذي انعقد في الفاتيكان في تشرين الاول الماضي.وتتعدد العوامل التي تدفع الكثيرين من مسيحيي الشرق الى الهجرة وخصوصا في العراق ومن بينها النزاعات وعدم الاستقرار السياسي والصعوبات الاقتصادية والتمييز والاضطهاد وتنامي الاسلام المتشدد.ويشكل اقباط مصر الذين يمثل الارثوذكس غالبيتهم العظمى،اكبر طائفة مسيحية في الشرق الاوسط اذ يقدر عددهم بما يراوح بين 6% و10% من اجمالي عدد سكان مصر البالغ 80 مليونا.وتقول الكنيسة القبطية المصرية ان عدد اتباعها لا يقل عن 10 ملايين نسمة .ورغم ان الاقباط المصريين لا تربطهم علاقة كنسية بالسريان الكاثوليك في العراق، فان تنظيم "دولة العراق الاسلامية" الموالي للقاعدة الذي تبنى الهجوم على كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في حي الكرادة في العاصمة العراقية بغداد، اكد ان هذا الاعتداء هو تحذير للكنيسة القبطية المصرية وامهلها 48 ساعة للافراج عن مسلمات"مأسورات في سجون اديرة" في مصر، وذلك بحسب مركز سايت الاميركي المتخصص في مراقبة المواقع الاسلامية.ويشير بيان المجموعة الموالية للقاعدة الى المصريتين القبطيتين وفاء قسطنطين وكاميليا شحاته وهما زوجتا قسين ينتميان الى الكنيسة القبطية سرت شائعات واسعة حول اعتناقهما الاسلام بعد تركهما منزل الزوجية، الاولى في العام 2004 والثانية في تموز 2010..وكانت اجهزة الامن المصرية تدخلت لاعادة المرأتين الى الكنيسة القبطية بعد غضب واحتجاج شديدين من قبل اتباعها وقيادتها.ويشكو الاقباط في مصر من انهم مهمشون ومستبعدون من المناصب العليا في المؤسسات الرئيسة للدولة مثل الشرطة والجيش والجامعات والقضاء.ويتنامى احساس الاقباط بالخطر بشكل مطرد منذ موجة العنف التي اجتاحت مصر في ثمانينيات القرن الماضي واستهدفت خلالها التنظيمات الاسلامية اكثر من مرة الاقباط.وتزايد قلق الاقباط منذ الصعود السياسي لجماعة الاخوان المسلمين التي حققت في الانتخابات التشريعية العام 2005 اختراقا غير مسبوق بفوزها ب20% من مقاعد مجلس الشعب.وفي العراق، يعتبر الوضع مقلقا بشكل خاص بعد سبع سنوات على الغزو الاميركي. واغتنم كبير اساقفة كركوك فرصة انعقاد سينودس الشرق الاوسط ليعبر امامه في 12 تشرين الاول عن قلقه من "الهجرة المميتة" لمسيحيي بلده.ويقدر عدد المسيحيين في العراق بما بين 450 الفا و500 الف نسمة، من بينهم 300 الف كاثوليكي (مقابل 378 الفا في العام 1980). ويشكل الكلدان 80% من الكاثوليك في العراق والسريان 20% منهم.اما غير الكاثوليك، فان 80% منهم اشوريين والباقين سريان ارثوذكس او ارمن ارثوذكس.ويعيش في دول الخليج، وفق تقديرات متطابقة، 3,5 ملايين مسيحي ينتمون الى كنائس عدة وغالبيتهم من المهاجرين الاسيويين او من الكاثوليك الغربيين.ويحق لهؤلاء ممارسة شعائرهم الدينية باستثناء اولئك المقيمين في السعودية حيث تحظر السلطات اقامة اي شعائر دينية غير شعائر الاسلام.والقي القبض على 12 فيلبينيا وقسا في السعودية مطلع الشهر الماضي بتهمة التبشير بسبب تنظميهم لقداس في السر.وفي سوريا لا توجد احصاءات رسمية بعدد المسيحيين ولكن المحللين يؤكدون انهم يمثلون 5% الى 10% من اجمالي 20 مليون نسمة هم سكان سوريا.وفي لبنان، يشكل المسيحيون بمن فيهم الطائفة المارونية الكبيرة، 34% من عدد السكان الذي يقدر ب4 ملايين نسمة وهي اعلى نسبة للمسيحيين في دول الشرق الاوسط.بيد انه في غالبية الاحيان، يكون الدافع سياسيا وليس دينيا، وراء الاعتداءات التي تقوم بها تنظيمات متطرفة على المسيحيين في المنطقة. وأثارتْ مهمة فرنسية لانقاذ ضحايا مذبحة وقعت في كنيسة بالعاصمة العراقية بغداد تساؤلات حول مبدأ العدالة ودعت جماعات معنية بحقوق الانسان لانقاذ كل المجموعات المهددة في العراق وليس المسيحيين فقط.وبعد شهرين من اقتحام مسلحين لكنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في بغداد أثناء قداس يوم الاحد والذي أسفر عن مقتل 52 شخصا مازال بعض الضحايا يتعافون بالقرب من باريس بعد أن نقلتهم الحكومة الفرنسية جوا.وأصيب الاب رفائيل قطيمي البالغ من العمر 70 عاما وهو مسيحي كاثوليكي برصاص في معدته وتضرر سمعه من جراء أصوات الطلقات النارية وانفجار القنابل.ووصل قطيمي و36 فردا من أبرشيته في أوائل تشرين الثاني على متن طائرة مجهزة طبيا أرسلتها الى بغداد وزارة الخارجية الفرنسية. وتلقوا جميعا العلاج الطبي ويعيشون الآن في ملجأ بالقرب من باريس. ويتوقع أن يصل العدد الاجمالي إلى 150 شخصا.وقال قطيمي "لو لم تكن فرنسا قد أرسلت لنا طائرة لكنا بقينا في العراق معرضين للخطر".لكن هذه المجموعة لا تمثل سوى قلة قليلة من بين آلاف المسيحيين العراقيين في مدن مثل بغداد والموصل سعوا للجوء الى منطقة كردستان في شمال العراق أو الى دول مجاورة.وفي الاسابيع الستة التي أعقبت الهجوم قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان نحو ألف أسرة مسيحية عراقية أي ما يصل الى ستة الاف شخص نزحوا من بغداد والموصل ومناطق أخرى الى كردستان.وفي الوقت الذي تنامت فيه التهديدات التي يتعرض لها المسيحيون في العراق أصبحت الدول الغربية أكثر ترددا في استقبال ضحايا الحرب في العراق.وأغلقت دول مثل السويد والدنمرك وبريطانيا أبوابها أمام الوافدين الجدد بل بدأت في ترحيل بعض النازحين الى دول في الشرق الاوسط مثل سوريا والأردن.ومازالت ألمانيا والولايات المتحدة ترحبان بآلاف العراقيين كل عام على الرغم من تضاؤل الرغبة السياسية في قبول المزيد في الدولتين.وقبلت فرنسا عددا أقل من اللاجئين العراقيين مقارنة ببريطانيا أو ألمانيا أو السويد مثلا لكنها ألقت الضوء على معاناة المسيحيين العراقيين على وجه خاص.ويمثل المسيحيون العراقيون الجزء الأكبر من اللاجئين العراقيين الذين قبلتهم باريس.وقالت بيكا هيللر رئيسة مشروع مساعدة اللاجئين العراقيين ومقره الولايات المتحدة ويوفر التمثيل القانوني للمشردين العراقيين "الانظمة الدولية للتعامل مع اللاجئين غير كافية بشكل كبير."وقال اجناسيوس يوسف الثالث يونان بطريرك كنيسة السريان الكاثوليك ان الهجوم على كنيسة النجاة الذي وقع يوم 31 تشرين الأول مثل نقطة اللاعودة.وأضاف أثناء زيارة الى باريس أن مجتمع المسيحيين مستهدف منذ وقت طويل لكن هجوما بهذا الحجم لم يحدث من قبل. وأضاف أنه لم يعد بامكان المسيحيين أن يعيشوا بعد ذلك في المدن الكبيرة مثل بغداد والموصل.لكنه قال ان تشجيع المسيحيين على ترك العراق ليس أمرا محببا أيضا لأن المتشددين الذين يريدون أن يخرجوهم سيعلنون الانتصار اذا خلا العراق من المسيحيين.وكان عدد المسيحيين في العراق يبلغ 1.5 مليون مسيحي في يوم من الايام وغالبيتهم من السريان الكاثوليك والكلدان أما الآن فيقدر عددهم بنحو 850 ألف مسيحي من بين نحو 30 مليون عراقي.وقال يونان ان العدد الحقيقي لهم قد يكون فقط نصف هذا الرقم أيضا.
عن شبكة اخبار العراق