لمنتديات الحقيقة:
بالنظر لاهمية المقال وما فيه من تحليل موضوعي لاوضاع العراق الامنية والسياسية
فأرتينا ان ننقله عن الزميلة شبكة اخبار العراق كما ورد :
منقول عن شبكة اخبار العراق:
نشر كاتب عراقي لم يذكره اسمه مقالا تحت عنوان(( أولئك الفاشلون في بغداد..عدنان صرنجة ( الأسدي)) مثال.... تطرق فيه الى بعض المسائل التي تهم الوضع السياسي بالعراق وتعيد شبكتنا نشره وكما وردنا...ماصرح به الزعيم الكردي ورئيس اقليم كردستان السيد مسعود البارزاني قبل ايام قليلة
من تصريحات انتقادية ساخنة ضد حكومة حزب الدعوة وشركائه برئاسة نوري المالكي ليس سوى وجه للحقيقة العارية التي يعيشها العراق وهو يتنقل بين مراحل الفشل السلطوي والضياع الحضاري والانهيار المؤسساتي, فقد وصف الرئيس الكردي الحكومة العراقية بكونها فاشلة وهو وصف صريح ودقيق ومعبر اصدق تعبير عن واقع الحال, وبصرف النظر عن الاسباب الحقيقية التي دفعت السيد البارزاني للتعريض برفاقه وشركائه في السلطة العراقية, فان مصداقية ماقاله عالية للغاية ومعبرة اصدق تعبير عن المستقبل الغامض والمفجع الذي ينتظر العراق وشعبه تحت ظل فشل هذه الحكومة المعيب والمخجل , وهو فشل تجلى اخيرا في حملة التفجيرات الكبرى التي هزت العاصمة بغداد وعددا من المدن العراقية الاخرى يوم العشرين من مارس, وهي تفجيرات تضرب في الاساس كل ترتيبات الحكومة الامنية والهادفة لتأمين عقد القمة العربية في بغداد بسلاسة من دون ازعاج, فقد تجسدت تحذيرات الرئيس الكردي وانتصبت كشاهد ميداني على مقدار الضعف البنيوي لحكومة المالكي التي تتخبط في الغوص في عدد من الملفات الوطنية والاقليمية والتي هي بمثابة كائن غير مكتمل النمو, ورغم انتشار عشرات الالاف من قوات الجيش والشرطة والامن والميليشيات الطائفية الا ان الفشل الاستخباري واضح للغاية, فلاتوجد اية اليات استخبارية لمنع الارهابيين من تنفيذ مخططاتهم في الساعة والمكان الذي يرغبون, ولا توجد عمليات انذار مبكر عن مكامن الخلل او احتمالات الفعل الارهابي وبما يحقن دماء الابرياء من الناس الذين يذهبون ضحية تلك الافعال الارهابية الخسيسة المرفوضة والمستهجنة. الحشد العسكري والامني العراقي مجرد تظاهرات تعبوية بائسة ومتخلفة تفتقر للاسلوب اللوجستي الحديث والعصري في منع الارهاب, فنشر الاف الجنود استعراضيا لايوفر امنا بل يخلق توترا, وتسلل الجماعات الارهابية من بين صفوف تلك الاعداد الهائلة من القوات امر وارد للغاية, فالعبرة والنتيجة ليست في كثرة الاعداد المحتشدة بل في نوعية انتشارها وخلفيتها الاستخبارية وقدرتها على تحديد الاماكن الرخوة او التي يمكن اختراقها وهي مسألة غير متوفرة في الحشود العسكرية العراقية لحكومة القائد العام الجنرال نوري المالكي عديم الخبرة في تلك الامور, والذي يجمع من حوله ثلة من المستشارين العسكريين والامنيين والاعلاميين والسياسيين الفاشلين, فمن كان ميكانيكيا اوحلاقا او بائعا للبنزين في محطات الوقود او مهربا على الخط العسكري اللبناني ايام الاحتلال السوري ليسوا هم من يمكنهم قيادة الدولة نحو بر الامان وحماية المجتمع, والساكنون في الحجيرة الدمشقية او (كذرخان ) مدينة قم الايرانية ليسوا هم الذين تسند لهم اخطر المناصب الامنية والعسكرية والتي يستعملونها للبهرجة والتفاخر والنفخ في الذات المريضة, فحكومة المالكي التي فشلت في عملية بناء العراق, وارتكبت كوارث سياسية في ادارة العلاقات الاقليمية والدولية والمتورطة حتى النخاع في دعم شبيحة الشام ونظام الارهاب والاجرام القائم هناك لايمكنها ادارة العمل القومي العربي ولا توفير الحماية الحقيقية لوفود الزعماء العرب الذين سيحضرون قمة بغداد ان عقدت اصلا. الفاشلون في بغداد وفقا لرؤية وتقويم الرئيس مسعود بارزاني ليسوا في وارد تحقيق اي انفراج امني حقيقي او توفير خدمات حقيقية للمواطن العراقي الذي بات مستهدفا في رزقه وحياته ومستقبل اطفاله مع استنساخ الفشل واستمراره بطريقة كارثية, فاضافة الى فشل حكومة المالكي في الايفاء بوعودها وتعهداتها والتزاماتها في مؤتمر اربيل السابق للمصالحة الوطنية, فانها تفشل ايضا في تنفيذ الوعد المقدم للجامعة العربية بتوفير اقصى درجات الامن للقادة العرب, وتظاهرة القمة العربية لاتتشابه مع تنظيم تظاهرات اللطم والعزاء ووفود المشاة الشعبية في المواسم الدينية, واغلاق بغداد امام المارة والسكان ليس مجرد حالة تامينية بل انه اشبه بانقلاب عسكري او حالة طوارئ, رغم ان صواريخ الارهابيين الموجهة والبعيدة المدى لا يمكن ابدا لقوات المالكي منعها من ضرب اهدافها, للفشل وحكومة المالكي موعد وعناق تاريخي خالد !, والحكومة التي لايستطيع رئيسها تعيين وزير للداخلية غير الوكيل الاقدم (عدنان صرنجة المضمد) او وزير للدفاع غير وزير الثقافة سعدون باشا الدليمي هي حكومة (نصف كم), وتعتبر زائدة عن الحاجة والضرورة, وهي مجرد هيكل فارغ, فلا ماء نظيف ولا كهرباء دائمة ولا خدمات انسانية ولا شوارع نظيفة ولاحياة آمنة ومطمئنة, ثم يتحدثون بعد ذلك عن التقدم والتطور وارساء الامن. انها حكومة الفشل في الوقت العراقي الضائع, ولا حول ولا قوة الا بالله, اما الارهابيون في بغداد فهم في نعيم بفضل بركات وانجازات حكومة المالكي الرشيدة, دام ظلها.
* كاتب عراقي